الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
ليلتها كنا جميعاً معهم في العراء…
ابتلعت الأرض منازلهم، وأحاطت بهم الحجارة، وبدوا متروكين لمصير لا نعلم حتى الآن، أي سر يقودنا إلى كل هذا العناء.
صحيح أننا منهكون حتى الثمالة، متعبون حتى آخر أفق في هذا المدى المحروق، ولكن من مثلنا قادر على العطاء، وفهم المعاناة، ونحن الذين اختبرنا الآلام طويلاً، وحتى الآن لاتزال مقيمة بيننا.
كل هذه الآلام طوال سنوات طويلة، لم تثن الشعب السوري، من التكاتف… ها هي كل أنواع الإعانات سبقت الطائرات التي أصرت دول لايزال نبض عروبتها حي (الإمارات، الجزائر، العراق، تونس، الأردن، لبنان، عُمان….) وغيرها الكثير من دول تتغلب إنسانيتها لتضل درب التسييس الأحمق.
كل تلك الآلام التي عانى منها شعب منهك حتى الثمالة، نفض عن روحه وجع لا نتمنى لأحد أن يختبره، لقسوته وفظاعة لم نتوقعها يوماً، كأننا عشنا مئات الأعوام لكنها مردومة بكل أنواع المآسي.
ورغم كل ما عانيناه ها نحن نقول مع الكاتبة توني موريسون «لا يوجد وقت لليأس، ولا مكان للحزن على النفس، ولا حاجة للصمت، ولا مجال للخوف….»
ولكننا نقول مع موريسون أيضاً، نحن نتحد لنحيا، نحن نتكاتف لننهض..
نحن أخيراً فهمنا، وعرفنا…أنه لا يحمي ظهرك سوى أخيك، في الكارثة تساوينا، كل نال نصيبه من الفاجعة، وها هي ومضاتها تلونت بدماء بأشلاء السوريين جميعاً، علها تكون قربان نهاية معاناة لم يسجل التاريخ أقسى منها..!
العدد 1132 – 14-2-2023