الثورة- سلوى إسماعيل الديب
نحن أبناء الحياة وأبناء الأمل مهما اشتدت علينا المحن، لن نيأس ولن ننكسر، كان لأدبائنا موقفهم من هذا المصاب الجلل، التقينا مع الأديب حسن داود.
الأديب حسن داود يقول: تصمت الكلمات أمام هذه الكارثة الفاجعة، وتحرنجم الأفكار والأقلام والكلمات، تصمت البلاغة في حلوق الأدباء والمفكرين والمثقفين، ورغماً من ذلك لابد من تجاوزٍ كل الخطوط، وعبور كل حواجز الفكر، ولابد من وثبة فكرية ثقافية، تتناسب وحجم الكارثة، فربما لا يتمكن الأدباء أو ذوو الأقلام البيضاء من تقديم المال والمساعدات، لكنهم يستطيعون -وهذا دورهم الحقيقي في هذه المحنة – أن يقدموا الكلمة الطيبة التي تفرح القلب، وتغسل الران عن عيون الكثيرين، الذين تعاموا أو عموا عن هول المصيبة.
دور المفكرين والمثقفين الأمثل هو طمأنة النفوس في ظل أنسنةٍ، انتفضت من بين الركام، لتحلق في نفوس أبناء الوطن، أملاً بغد أفضل تنتفي فيه كل الأوهام والترهات في ظل ولادة حسٍّ وطني تحاببي، رضعه السوريون من أضرعة أمهاتهم، فدور المثقفين هو نشر رسالة التسامح والمحبة والعطاء، والفداء بين أبناء الوطن في وقت نحن أحوج فيه إلى كلمة طيبة تجمع ولا تفرق، تبلسم ولا تجرح، تنزع الكراهية والحقد من صدور الجشعين، الذين يتغنون ويتراقصون على أضرحة الجهل.
وأضاف داود: يمتطون آمالهم وطموحاتهم السوداء في زمن نحن أحوج فيه إلى قلوب بيضاء عامرة بالحب، والتكاتف والتعاضد، للوقوف في وجه غول هذه المحنة ونستبدلها بشجيرات زيتون تغدق بركة ومحبة وعطاء، هي سورية التي يتغنى فيها التاريخ، فلنكن الأوتار التي يعزف التاريخ عليها سيمفونيات النصر ويلحنها ذوي الفكر النيِّر.
