فيما السوريون يوارون ضحايا الزلزال الذي أصابهم وأظهروا الشجاعة الفائقة واللهفة وسرعة التحرك سواء من قبل المؤسسات الحكومية والمجتمع الأهلي، تعمد واشنطن محراك الشر العالمي إلى إطلاق قطعان ذئابها في البادية السورية داعش التي هي صناعة أميركية بامتياز كما اعترفت شخصيات أميركية على رأسها هيلاري كلينتون.
السوريون الذين يدارون جراحهم ويضمدونها، ويعملون على بلسمة الجراح الكبيرة والتي لم تكن لتصل إلى هذا الحد من الفاجعة لولا الحرب العدوانية التي شنتها الدول الغربية والإجراءات القسرية التي لم تترك حتى الحجر إلا وطالته.
نعم السوريون يدارون جراحهم، وفي حركة انتهازية رخيصة حتى الوحوش لا تقوم بها يشن تنظيم داعش الإرهابي هجوماً غادرًا على الأبرياء الذين خرجوا من أجل لقمة العيش.
لقد أغاظ واشنطن حراك المجتمع السوري الذي أظهر جوهر ومعدن الأصالة والقوة واستطاع أن يجترح المعجزات، فيما هبت الكثير من الدول الشقيقة والصديقة لمد يد العون لسورية التي كانت دائماً إلى جانب الجميع.
والكيان الغاصب المعتدي لا يترك فرصة انتهازية إلا ويعمل على استغلالها، لقد عبر مرات ومرات عن حقده على العالم كله، ولاسيما سورية، سورية الجريحة تلملم جراحها، وإذا بالوحشية الصهيونية تمارس عربدتها الكاسرة التي ستدفع ثمنها مهما طال الزمن.
مشهد الصمود السوري نحو الأفق السامي ورأب الصدع وبلسمة الجراح كان السيف الذي بتر خطط العدوان، لم ولن يتوقف، فالسوريون هم صناع حياة يعرفون كيف يخرجون قواهم الكامنة، وما تقوم به واشنطن من تحريك لأدواتها لن يفلح في تحقيق ما عجزت عنه خلال عقد من الحرب المباشرة على سورية لكنه باختصار :نذالة الأعداء يدل على أنهم في الدرك الأسفل من التوحش.