الثورة – اللاذقية – نعمان برهوم:
بالرغم من تأكيد الجهات المختصة في موضوع الزلازل بعدم وجود توقعات عن حدوثها قبل وقت مسبق، ونفي كل الشائعات التي ترددت عبر صفحات التواصل الاجتماعي وتفنيدها بشكل علمي، لا يزال هناك من يأخذ تلك الشائعات على أنها حقائق، ويبالغ في القلق والتوتر النفسي ما يؤثر على معنويات باقي الأفراد في محيطه.
فقد كانت هناك شبه حالة عامة بين سكان اللاذقية على أن زلزالاً سيحدث أمس وسيكون مزلزلاً لكن بعد مضي زمن الشائعة وعدم حدوث الأمر علينا أن نعود للاقتناع بالحالة العلمية وليس بما ينشر من شائعات وعلينا أن نعزز الثقة بما تقوله جهاتنا المختصة بعلوم الجيولوجيا، كما ينبغي في الوقت نفسه الانصراف عما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي التي تنشر معلومات خاطئة غير دقيقة واليوم يجب التركيز على التعاون مع لجان الجهات الحكومية في الموضوع الأهم، وهو التأكد من سلامة الأبنية في المحافظات المنكوبة، والعمل على التقيد بالتعليمات التي تصدر عنها، من تجنب السكن في البيوت التي يتم تصنيفها خطرة، ريثما يتم تدعيمها في حال كانت قابلة للتدعيم، ومن ثم ترميم المنازل المتصدعة وإعادة تأهيلها.
وتبقى مسؤولية هدم الأبنية التي تحتاج إلى الهدم على عاتق مجالس المدن، كما يجب أن تنطلق حملات للمساعدة في تدعيم وترميم الأبنية والمنازل المتضررة كما كانت الهمة في حملات الإغاثة.
تكافل الجميع قد يسهم في سد جزء من فاتورة التدعيم والترميم الباهظة التي نجمت عن الحجم الكبير من الضرر والدمار، حيث توجد مبادرات من جهات غير حكومية تستهدف هذا الموضوع بالتوازي مع مساعدة الأسر المتضررة، ولا بد من تشجيعها والثناء عليها من مواطنين وتجار وجمعيات خيرية ودول شقيقة وصديقة.
حجم الكارثة كبير، والمطلوب كبير يفوق قدرة الدول التي تعاني من الحصار وتعاني من الإرهاب والعقوبات الظالمة والحصار الجائر.
تكبر المسؤولية المجتمعية، غير أن شعبنا أكبر من الصعوبات، وهذا ما أثبتته الكارثة، حيث بادر الجميع من فعاليات اقتصادية واجتماعية وثقافية إلى المساعدة بشكل يتناسب مع شهامة أبناء الوطن المكلوم.