الثورة – آنا عزيز الخضر:
ابتعد العرض عن الحدوته البسيطة، دون التخلي عن التشويق، واقترب من حاﻻت درامية، حاكت معادلاً حياتياً واقعياً، حمل تناقضاته وصراعاته بجرأة.
إذ مرت أحداث العرض ضمن أطر من الحوارات الغنية، والمغامرة والمطاردة، كما الحركة التي تشد الطفل، وضمن بنية درامية متسقة، حافظت محاورها العديدة على الصراع ما بين الخير والشر.. ما بين العلم والجهل.. وما بين استثمار العلم لخدمة الخير ومحاوﻻت الشر لتحويله… هذا ما ركز عليه العرض المسرحي (الانتصار الكبير) تأليف وإخراج (سهيل العقلة) على خشبة مسرح القباني بدمشق.
ثمن العرض القيم العلمية والأخلاقية، و لفت إلى أهمية توجيه العلم لخدمة الخير وفقدانه لقيمته العظيمة عندما يسخره الشر لأعماله…
كان العرض متجدداً بسلسلة أحداثه وأفكاره والمشاهد التمثيلية، التي ازدحم بها التشويق والحوار الغني، الذي استطاع مخاطبة الطفل بلغة قريبة من ذهنيته، ليتمكن من فهم كل ما طرحه العرض، برز ذلك في التفاعل الذي أظهره جمهور الأطفال مع عوالم العرض..
وقد تمسك بحرصه على جميع شروط مسرح الطفل من تشويق ومطاردات، وجذب الطفل للمشاركة بمواقفه في أحداث العرض، وصنع المواقف المفصلية ووقوفه إلى جانب الآراء الإيجابية.
حول المسرحية تحدث المخرج (سهيل العقلة) قائلاً: يدور العرض حول محورين تجسدا عبر شخصيتين، إحداها تمثل الخير، وهي شخصية (حكيم) الذي يحاول اجتثاث الشر من الفكر الإنساني، واستبدالها بالخير والحب، والشر عادت ل (كليم) الذي يعمل عكس حكيم، محاولاً تخريب كل مخططات حكيم البناءة، ولكن قوة الحق والخير تنتصر في النهايه بوجود من يؤمن بها، ويدافع عنها في مجابهة الشر، وترفرف راية الانتصار الكبير، ليعم الخير والسلام والأمان كبديل، كله جمال وقيم بناءة، تقدم الخير للجميع.
وﻻ بد من القول إن مسرح الطفل هو من أفضل الوسائل الثقافية، التي تقدم التوعية والقيم التربوية لزرع قيم الخير والإنسانية، وتفتيح أذهان الجيل الجديد على أسس البناء والتطوير، وتسخير كافة العناصر والمؤثرات المسرحية من موسيقا وغناء، وإضاءة، وسينوغرافيا لتقديم الرسالة بشكل مؤثر، وإنجازها لدورها الحامل للقيم الإنسانية الهادفة والنبيلة.