بما أننا متفقون جميعاً على أن الوجه الأخلاقي للرياضة يتفوق دائماً، ولو كحدث إعلامي، على الوجه الربحي والترفيهي، فإن الأندية الرياضية ستكون رابحة إعلامياً واجتماعياً لو استثمرت في الجانب الخيري، وهي طبعاً وبالدرجة الأولى رابحة أخلاقياً فقد شاهدنا الكثير من الأندية الكبرى تتفاعل أخلاقياً مع كارثة الزلزال، وربما أندية غير كبرى أيضاً.
في دورينا المحلي يلمع اسم الفتوة في هذا المجال بتجربة شديدة الخصوبة، بات لها بصمة واضحة في محافظة دير الزور وهنا نتحدث عنها كمثال من الجيد، بل من الضروري تعميمه على بقية الأندية، وهذا المثال هو نادي الفتوة الاجتماعي الذي نشط خلال الأشهر الأخيرة.
المساهمة الملموسة التي قدمها النادي لمتضرري الزلزال ولا يزال يقدمها ،ليست إلا انعكاساً للقيم التي تأسس عليها، ولنذكر فقط أن آخر وأحدث الفعاليات التي قام بها هي توزيع أسطوانات الأوكسجين على مشافي دير الزور مجاناً وافتتاح دورات لطلاب الشهادتين مجاناً بإشراف النخبة من المدرسين وتأمين حليب الأطفال، وغيرها الكثير مما سبقها وما سيليها، كل هذا العمل الإنساني يدعم أخلاق الرياضة ويدعم المجتمع ويقويه.
هناك من سيقول إن نادي الفتوة الرياضي يقوده رجل أعمال معروف، ونادي الفتوة الاجتماعي يقوده رجل أعمال آخر مثله، بالتالي فهو يمتلك إمكانات مادية لا يمتلكها سواه، سنتفق معه، لكن نقول: إن الفكرة هي الأساس مهما كانت القوة المالية التي تمتلكها أندية مثل الفتوة والوحدة وتشرين والتي قامت أيضاً بتفعيل التجربة، ولتكن التجربة على أي مستوى فإنها ستتطور حكماً بسبب طبيعتنا السورية الخيرة والإنسانية، إذن فليكن العمل الخيري والإنساني جزءاً من أخلاقنا الرياضية و(البحصة تسند الجرة) كما نقول في كلامنا اليومي.