“ارحمونا .. واريحونا”

” قد نضطر لاستيراد العدس و الحمص في الفترة القادمة لا سيما مع ازدياد الحاجة في رمضان” وقد لا نضطر، تماماً كما الاتحاد العام للفلاحين غير المضطر لهكذا تصريح، في هكذا توقيت، وهكذا ظرف، تحت أي مبرر أو مسوغ كان.

عبارة “قد نضطر” التي جاءت على لسان أحد مسؤولي الاتحاد العام للفلاحين، قد تدفع من دون اضطرار “وبلا أدنى شك ـ وبسرعة الضوء لا الصوت” شريحة واسعة من تجار الجملة ونصف الجملة ومن ورائهم الباعة والمستوردين أصحاب المستودعات “المعلنة والمخفية” المتخمة بالمواد الأساسية والسلع الضرورية التي – وبكل تأكيد – سيحتاجها أصحاب الدخل المحدود جداً جداً خلال شهر رمضان المبارك وشوال وشعبان وذي الحجة والقعدة ..، كون “العدس والحمص” أصبحا الطبق والمنسف والوليمة شبه اليومي للسواد الأعظم من المواطنين، كون أسعارها تلامس بشكل أو بآخر وإلى حدّ ليس بقريب ما تبقى من ملاءتهم المالية وتتيح لهم فرصة شراء ما تيسر لهم من منتجات زراعية “نباتية وحيوانية – نقداً أو ديناً”.

لا أعرف وجه أو شكل أو نوع الاضطرار الذي دفع مسؤول الاتحاد العام للفلاحين للإدلاء بهذا التصريح، لكنني أستطيع أن أجزم أن هناك حالة من التدافع والتسابق والازدحام سيتم تسجيلها داخل أسواقنا ومحالنا التجارية، سيعقبها لا بل ستزامن معها ويرافقها حركة مكشوفة ومفضوحة وزحف معروف اتجاهه من قبل شريحة غير هينة من التجار والباعة، يتبعها “كما درجت عليه عادتهم – الخاصة بهم والحصرية لهم” لشراء كلّ ما يمكنهم شرائه من هذين المنتجين الزراعيين البقوليين، تمهيداً لتكديسه في أقبيتهم المظلة، والانتقال في خطوة لاحقة للعزف على الأوتار المتقطعة والمهترئة لسيمفونيتهم اللاتجارية القائمة على نقص المادة في السوق وكيل الاتهامات لا اتهام واحد تارة باتجاه التصدير، وتارة أخرى باتجاه الخطة الإنتاجية الزراعية، وتراجع الكميات المزروعة، وإنتاجية وحدة المساحة وتارة ثالثة ورابعة وخامسة باتجاه حالة الاقبال “الاضطرارية لا الطوعية” وغير المسبقة للمواطنين لشراء كميات كبيرة وبشكل يومي لا شبه يومي خلال شهر رمضان الكريم من العدس والحمص “المسبحة – الفتة – الشوربة – والفلافل وأيضاً المجدرة دون الفول الذي لم يأت مسؤول الاتحاد العام للفلاحين على ذكره “.

نعم، قد يضطرون هم وغيرهم لمثل هذه التصريحات غير المسؤولة، وقد نضطر لنعيش تداعيات وآثار تلك التصريحات ودفع ثمنها للتجار والباعة من جيوبنا، وقد يضطر المواطن للصراخ بأعلى صوته “من وين بدنا نلاقيها ولا من وين” .. ارحمونا من تصريحاتهم، واريحونا من إطلالاتهم غير المرحب بها.. كفانا البصل.

آخر الأخبار
توزيع سلل صحية في ريف جبلة مرسوم بمنح الموفد سنة من أجل استكمال إجراءات تعيينه إذا حصل على المؤهل العلمي مرسوم يقضي بالسماح لطلاب المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا المنقطعين بسبب الثورة بالتقدم بطلب... مرسوم بمنح الطالب المستنفد فرص الرسوب في الجامعات والمعاهد عاماً دراسياً استثنائياً مرسومان بتعيين السيدين.. عبود رئيساً لجامعة إدلب وقلب اللوز رئيساً لجامعة حماة   انفجارات في سماء الجنوب السوري منذ قليل إثر اعتراض صواريخ إيرانية أوقاف حلب.. حملة لتوثيق العقارات الوقفية وحمايتها من المخالفات والتعديات تفعيل النشاط المصرفي في حسياء الصناعية تحديد مسارات تطوير التعليم في سوريا تعاون  بين التربية و الخارجية لدعم التعليم خطط لتطوير التعليم الخاص ضمن استراتيجية "التربية"   تجارة درعا.. تعاون إنساني وصحي وتنموي مع "اينيرسيز" و"أوسم" الخيرية بدء توثيق بيانات المركبات بطرطوس الهجمات تتصاعد لليوم الرابع.. والخسائر تتزايد في إيران وإسرائيل صالح لـ (الثورة): أولى تحدّيات المرحلة الانتقالية تحقيق الاستقرار والسلم الأهل مشاركون في مؤتمر "الطاقات المتجددة" لـ"الثورة ": استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة ودعم البحث العلمي قتلَ وعذبَ معتقلين في مشفى المزة العسكري.. ألمانيا تحكم بالمؤبد على أحد مجرمي النظام المخلوع  "تجارة إسطنبول": نجري في سوريا دراسة ميدانية لفرص الاستثمار "الفيتو الأميركي".. هل حال دون اغتيال خامنئي؟.. نتنياهو يعلّق الفساد المدمِّر.. سرقة الكهرباء نموذجاً عطري: العدادات الذكية ليست حلماً بعيداً بل هي حل واقعي