موسم التخفيض قد يكون فرصة للمستهلك، وخاصة لذوي الدخل المحدود، للشراء بأسعار أقل بسبب ضعف القدرة الشرائية لديهم، ولكن بات الأمر يتطلب وضع ميزانية خاصة جراء ما يلحظه الجميع من ارتفاع كبير في الأسعار والتي أصبحت خيالية وغير مسبوقة مقارنة مع الدخل المتواضع، فالبضائع مع العروض تحتاج إلى تخفيض أسعار، ويبقى المستهلك الحلقة الأضعف لجهة ما يتعرض له في مواسم العروض والتنزيلات وغيرها.
تظهر عروض الغذائيات في شهر رمضان المبارك، شهر الخير، غبناً واستخفافاً بالمواطنين، بل خداع غير مبرر، حيث تتضمن قائمة أسعار الكثير من السلع الأسعار الحقيقية والأسعار بعد التخفيضات، ولكن الأسعار متقاربة جداً، حيث لا يتجاوز التخفيض مئتي أو ثلاثمئة ليرة فقط، وبعض العروض تتضمن عدة قطع، وعند المقارنة تجد أن السعر ليس بفارق كبير عن شراء كل قطعة لوحدها.
بالإضافة إلى ما نعيشه من ظروف يترافق ذلك مع ارتفاع للأسعار، فحركة الأسواق مقارنة بمثل هذه الأيام سابقاً خفيفة جداً، حيث اعتادت العائلات في كل عام إحضار مونة رمضان المميزة، إلا أن الكثير الكثير من العائلات بالكاد يشتري المواد الأساسية والتي شكلت عبئاً كبيراً بحد ذاتها، أو اختارت حاجياتها الأساسية وبشكل مختصر كل يوم بيومه.
صحيح أن موسم التخفيض والعروض فرصة للمستهلك وخاصة لذوي الدخل المحدود جداً للشراء بأسعار أقل جراء ضعف القدرة الشرائية لديهم، لكن لا يعني أن يبقى المستهلك هو الأضعف لجهة ما يتعرض له من غبن، فالمستفيد الوحيد هم أصحاب المعامل الذين يبيعون بضاعتهم ويحافظون على ربحهم المعهود، فالعروض والتنزيلات غير الحقيقية تتكرر كل موسم لإيهام الزبائن أنها حقيقية.
هذه العروض والحسومات تطرح الكثير من التساؤلات حول درجة فعاليتها، وهل فعلاً هي حقيقة أم أن القطعة عادت إلى سعرها الحقيقي؟ فالأسعار باتت تحلق تلقائياً يوماً بعد آخر من دون أي مبرر ليكون المواطن الأكثر تضرراً، فهل يعقل عدم تمكن المعنيين من إيجاد حلول تحد من شجع التجار وتمنع شبح الغلاء من التمدد باستمرار!؟