الملحق الثقافي- نبوغ محمد أسعد:
قبل أن نتحدث عن الكتابة الرقمية بشكل عام ومانتج عنها من مواضيع وحالات و مؤلفات لابد أن نشير ونؤكد أن الكتاب الورقي وصل إلينا ناقلاً القيم والمؤثرات عبر التاريخ من آلاف السنين بعد أن التقطها من منحوتات ومخطوطات مصنوعة من مختلف الأشياء التي تضمن الاستمرار عبر الزمن، دون تلف أو تعرض لتزوير أو بهتان، وكل من تعرضت له من اتهامات هي اتهامات باطلة ونجد بشكل أو بآخر أن هذه الاتهامات مرتبطة بشكل أو بآخر بالغرب، وخاصة في السنوات الأخيرة من القرن العشرين إلى يومنا هذا نجد أن الاتهامات ازدادت إرضاء للعدو.
وفجأة منذ أعوام ليست بعيدة نجد أن المنظومة الإلكترونية بدأت بالانتشار بشكل واسع، وابتدأت خلال الهواتف النقالة وانتشرت في كافة الأجهزة الإلكترونية، ولايمكن أن ننكر أهمية التواصل بها عندما يكون منضبطاً ومراقباً نظراً لسرعته والقدرة على متابعة المؤلف أو المخطوط أو الكتاب أو محتويات المكتبة الرقمية بطرق مختلفة شرط أن تكون نسخة الكتاب الورقي مضمونة الوجود لأن المنظومة الإلكترونية مهددة بالزوال على يد من اخترعها وهذا على ما أعتقد هو أهم ماتفكر به، لأن من يقول أنها غير قادرة على ذلك لايمتلك المعلومة الصحيحة وبالإضافة إلى قدرة مخترع المنظومة على إزالتها و هناك قدرة على صناعة برامج تهكيرية يمكن من خلالها أن يفعل المهكر مايريد ولايمكن ضبطه قانونياً كما يشاع لأن المهكر قادر على دخول برنامجه من سورية وعندما تبحث عن مكانه تأتيك النتيجة أنه خارج القطر ويشير إلى دولة أخرى وهذا ألفناه منذ أن بدأت المنظومة الإلكترونية حالاتها الأولى عام 2000.
وثمة مايجب أن نشير إليه أيضاً أن الدول التي تمتلك منظومات إلكترونية مستقلة ظلت محافظة على الكتاب الورقي لأن من السهل محاربة الجيوش الإلكترونية التي أسست حديثاً لأي منظومة معادية، ولقد تم تأسيس جيوش إلكترونية مستقلة منها في روسيا عام 2017 وفي الصين وفي الهند ومحاولات في دول أخرى مثل إيران وبرغم ذلك لاتتخلى هذه الدول عن الكتاب الورقي.
ومن الضروري جداً الحفاظ على الكتاب الورقي لأن هذا النوع وحده يضمن حضورنا التاريخي مع التمتع بمواكبة الكتاب الإلكتروني لأنه يخدم الحاضر مع المراقبة الشديدة التي تضمن سلامة محتواه وعدم اعتباره المرجع الرئيسي لأن كل ما يكتب وينشر إلكترونياً له أشباه متعددة وزور مشابه ودجل مطابق فأصبحت كل الصفات في متناول اليد وكل الشهادات وكل التسميات.
وأن أخطر مايمكن الاعتماد عليه هو العمل الإداري من خلال المنظومة الإلكترونية و قد يصل الأمر بنا في المستقبل لنؤلف من بيوتنا ما نريد ولا داعي للذهاب للعمل، وهذا أقصى مايتمناه أعداؤنا فليس صحيحاً أن يلغى التعامل الورقي لإنجاح التعامل الآخر ومفاتيحه ليست بيدينا حتى وإن جاء يوم وتمكنا من ذلك فعلينا أن نعلم أنه العمل على الورق هو حفاظ على جودة المحتوى .. فليس نظامياً ولا قانونياً أي عمل مالم يذيل بتوقيع أو بصمة لأن سوى ذلك نكرانه سهل.
العدد 1136 – 14-3-2023