صلاح سرميني- باريس:
هل يمكن للناقد السينمائي أن يقدم نقداً متكاملاً «أو كاملاً» من المٌشاهدة الأولى للفيلم، أم يحتاج إلى عدة مشاهداتٍ كي يصل إلى نتيجة مرضية؟
هل هناك فيلمٌ متكاملٌ «أو كاملٌ» كي يكون هناك نقداً متكاملاً «أو كاملاً»؟
ماذا يعني النقد المُتكامل «أو الكامل»؟ هذا الذي يرضى عنه من كتبه، أم من يقرأه؟
هل النقد المتكامل «أو الكامل» هو تحليل الفيلم كله من أوله إلى آخره، أم تحليل كلّ العناصر المُكوّنة له؟
ما هو الكلّ في هذا الفيلم كي يكون النقد متكاملاً «أو كاملاً»؟.
مع صعوبة تحديد التكامل «أو الكمال» أكان في الفيلم، أو في النقد، فإن هذه الصعوبة تقودنا إلى الخلاصات التالية:
الفيلم المتكامل «الكامل» هو الفيلم الذي يتفق عليه كلّ البشر، ومن هنا، لا يوجد فيلمٌ متكامل «أو كامل» مهما كانت عظمته.
الفيلم العظيم هو الفيلم الذي ينقصه شيء ما، أو بعض الأشياء، ويُكمّلها المتفرج، وكلّ واحدٍ وُفق ثقافته السينمائية الخاصة.
النقد المتكامل «أو الكامل» هو النقد الذي يتفق على تكامله كلّ البشر، ومن هنا أيضاً لا يوجد نقد متكامل «أو كامل»،
وحتى، عظمة النقد ألا يكون متكاملاً «أو كاملاً»، وإلاّ لن يجد آخرون ما يقولونه عن الفيلم بعده.
العمل الفني العظيم لا يكشف عن أسراره مرةً واحدة، ولا يستطيع كشفها ناقدٌ سينمائيّ واحدٌ إلاّ إذا كان هذا الناقد خالقاً للسينما، والنقد نفسه.
التالي