الثورة – آنا عزيز الخضر:
لم يمنعه الجانب الترفيهي من حمل رسائل قيمة، لطالما كانت أحد الشروط الأهم لمسرح الطفل، كي يفتح الطريق إلى عقل الطفل وروحه، ﻷنه شغوف بالتسلية والتشويق، فيجد ضالته في عرض يجمع هذه الشروط، وهذا ما حمله عرض (العم همتارو) إعداد وإخراج (أحمد علي) الذي تحدث عن عالم العرض وأليات جذب الطفل بطريقة خاصة فقال:
اخترت هذا العمل، لأنه بسيط، ولم تضغط بيئته الفنية علينا كتكاليف، رغم حاجة أي عرض التجهيزات الكتيرة من ديكور وإضاءة ومؤثرات كثيرة، لكن تمكنا من مدارة كل ذلك، ووضعنا نصب أعيننا حاجة ذاك الطفل للترفيه عن نفسه، ودعمه وتسليته ما أمكن ،فحاولنا تجاوز كافة المعوقات التقنية وغير التقنية ،وكافة الظروف لتقديم عرض مسل ومشوق، وحاملا للعبر والأفكار الجميلة، وقد تمكنا من إنجاز هذا العمل بنجاح كما تجلى في صداه عند الأطفال ،
تم اختيار النص ، لأن افكاره بسيطة، وحملت رسائل مهمة للأطفال.. الرسالة الأولى الابتعاد عن الشر ،
الثانية لا تطفيء النار بالنار ،
الثالثة احترس فالمظاهر مخادعة ..
العمل يحكي عن عائلة فقيرة مؤلفة من ثلاث أشخاص.
الأب كان رجلا حكيما، عاقلا شديد البأس، كره العمل عند الناس كأجير، فقرر الرحيل إلى مملكة الرجل العادل بحثا عن الرزق ليعدل حظه المائل، ..ومعه زوجته كريمة، وهي الزوجة كثيرة الشكوى والتذمر،
اما ابنه حسين، فكان الشاب الوسيم ، الذي يساند أبيه في كل المهمات ..فالعائلة قررت الرحيل وفي الطريق صادفت كثيرا من المشاكل، وكانت تحاول الاعتماد على نصائح العجوز حتى وصلت لمملكة الرجل العادل .. فكانت تذكر النصائح عن قصد في إشارة إلى ضرورة الاستفادة من تجارب الآخريين، كل ذلك ضمن إطار من الأحداث والمآزق والتشويق، وشد الأطفال إلى المشاركة بآرائهم ،ودفعهم لتقديم نصائحهم لمساعدة العائلة ،مما خلق أجواء حوارية خاصة للعرض، ومشاركات، أسعدت الأطفال ﻷنهم عبروا عن أنفسهم، وثقتهم بمواقفهم، فكان للعرض متعته الخاصة لديهم .