تكتسب الزيارة المسار التي يقوم بها السيد الرئيس بشار الأسد لدولة الإمارات العربية المتحدة أهمية بالغة لجهة تعميق وتوطيد أواصر العلاقة التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين منذ سبعينات القرن الماضي، وتمتين العلاقات التي تربط الشعبين الشقيقين في البلدين بما ينعكس بالخيّر والتنمية والازدهار على كليهما، كما تكتسب الزيارة أهمية كبيرة على الصعيد العربي والإقليمي ولاسيما أنها جاءت بعيد زيارتين قام بهما السيد الرئيس إلى كلّ من سلطنة عمان ودولة روسيا الصديقة، كما تزامنت هذه الزيارات والاتصالات مع الأصداء الايجابية للاتفاق الذي رعته جمهورية الصين الشعبية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران.
من الواضح أن سورية بقيادة الرئيس الأسد عادت إلى لعب دورها المعتاد في إرساء أفضل العلاقات بين الدول العربية، على قاعدة أن دمشق هي قلب العروبة وبيت كلّ العرب، وإذا ما ربطنا هذه الزيارة بالتحول الذي حدث في مجرى العلاقات السورية التونسية مؤخراً وكذلك زيارة الوزير المصري سامح شكري إلى كلّ من سورية وتركيا بعد كارثة الزلزال، يمكن القول: إن المنطقة تتجه إلى المزيد من التشبيك الإقليمي وهو مسار إيجابي ضروري لطي صفحة “الربيع العربي” السوداء والبدء بكتابة صفحة جديدة من تاريخ المنطقة بعنوان :”عودة المياه إلى مجاريها الصحيحة”.
لا شك أن شعوب المنطقة ودولها وحكوماتها بحاجة ماسة إلى مثل هذه الاتصالات واللقاءات بين قادة المنطقة لتجاوز آثار الحقبة السوداء التي مرّت بها في السنوات الماضية، لأن العالم على أبواب تحولات جديدة يمكن أن تطيح بالقطبية الأحادية التي تمثلها الهيمنة الأميركية، ومن الضروري أن يكون للدول العربية بالدرجة الأولى وكذلك لدول الإقليم دور يتناسب مع حجمها وحضورها في هذه التحولات، بحيث تصبح فاعلة لا منفعلة بكلّ التطورات التي تخصها وتخص مستقبل البشرية جمعاء، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا عبر تقوية أواصر العلاقات بين هذه الدول وتأمين المصالح الحيوية لشعوبها، فالمنطقة غنية بثرواتها وإمكاناتها وكوادرها وشعوبها، ولا ينقصها سوى تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى والجهود لحلّ مشكلاتها ونقاط الخلاف بينها ومنع التدخلات الخارجية بشؤونها الداخلية.