أن يصر الطالب ويلح على والديه لتزويده بمبلغ مالي لشراء هدية لمعلمه في يوم عيده فهذا واجب ودليل حب وتقدير لجهود المعلم، وأما الهدية الأجمل فتلك التي تكون من صنع الطالب باستخدام الورق المقوى والألوان أو مجسمات بتدوير بعض الأدوات المنزلية المستهلكة، ولكن أن يعقد المعلم مقارنة بين الهدايا وأمام طلابه ويقتصر بنظرته إلى قيمتها المادية فقط ويرمي طلاباً تغافلوا عن جلب هدية أو جادوا من الموجود عند أمهاتهم بعبارات إيحائية تشعرهم بالنقص والدونية أمام زملائهم فذلك أذى تربوي وضرر نغسي لا يقتصر على الطالب فقط بل ينعكس على الأسرة والمجتمع أيضاً.
هذا ما أرقني وجعلني أفكر ملياً بالمستقبل وكيف سيكون هؤلاء وهم عماده وبناته وما يعلق في روحهم من مشاعر سلبية ستنعكس على أدائهم في أي قطاع، لأن كل طالب هو مشروع شخصية مهمة ومؤثرة بالمجتمع سلباً أو إيجابياً.
والمسؤولية الأكبر في غرس الحقائق الإيجابية والعادات الحميدة تقع على القطاع التربوي والتعليمي، وهنا من الظلم التعميم ومن واجبنا المهني إلقاء الضوء على معلمين وهم كثر، استبقوا الحدث برفضهم قبول أي هدية من الطلاب وإن كان ولابد فلا مانع من وردة من حديقة المنزل أو عبارة تهنئة يخطون أحرفها بأناملهم، وامتلاك الدافعية للدراسة والاجتهاد والمثابرة وتجاوز العثرات، هي أجمل الهدايا على قلبه.