متابعة – عبد الحميد غانم:
ليست المرأة نصف المجتمع فحسب، بل تعد المجتمع كله من ناحية التكوين والتأثير، فهي نصفه وتربي النصف الآخر، لذلك تستحق نساء العالم تخصيص أيام للاحتفاء بهن وبإنجازاتهن، بعد المسيرة الطويلة التي خُضنها دفاعاً عن حقوقهن، ولهذا يخصص العالم يوماً عالمياً للمرأة مرت مناسبته في الثامن من آذار، وعيد الأم في الحادي والعشرين من ذات الشهر، لتكريم النصف الأجمل في المجتمع والاعتراف بدورهن ومساهماتهن في مختلف نواحي الحياة.
فعاليات عديدة أقيمت بهاتين المناسبتين لتكريم المرأة، والتي تزامنت مع عيد المعلم في سورية، باعتبار أن المرأة معلمة في صفوف المدارس ورياض الأطفال والجامعات وكذلك في منازلهن وبيوتهن، إذ تسهرن على تربية الجيل من الطفولة حتى الشباب بالتعاون مع الرجل والمدرسة وكل مؤسسات المجتمع.
المرأة السورية تكرم في عيدها
ضمن هذه الفعاليات، أقامت قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي بالتعاون مع إدارة المهرجانات والكرنفالات الدولية في سورية والمنتدى الثقافي العراقي بدمشق، فعالية ثقافية واجتماعية تكريمية للمرأة السورية بمناسبة عيد الأم وتزامنها مع اليوم العالمي للمرأة وعيد المعلم لتكريم المرأة السورية، حيث تداعى لها حضور غني من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحزبية والثقافية والأهلية في دمشق ومشاركة شخصيات عربية من العراق وغيره ومن محافظات القطر، ممن رحب ولبّى الدعوة التي رعتها قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي، وأقيمت في المنتدى الثقافي العراقي بدمشق.
وخلال الحفل أبدع أطفال كورال فرقة دهب أيلول بقيادة المايسترو الموسيقار عرفان ضاحي في أغانيهم وعزفهم الموسيقا وأناشيدهم الجميلة التي صدحت بها حناجرهم، ولونوا بأناملهم موسيقا الفرح الذي سادت الحفل، كما أطرب غناء المطرب زياد قطان الذي نال إعجاب الحضور، وفرقة ذهب أيلول كانت على أعلى مستوى فني بقيادة المايسترو الأستاذ عرفان ضاحي وتقديم الشاعرة رود مرزوق التي أبدعت في التقديم،
كما قدمت فرقه عمو فؤاد عرضاً عن الأم نال إعجاب وتصفيق الحضور وشارك الفنان فؤاد المصري وفؤاد سريجي وهبه عبد الهادي وبشري سالم في الحفل.
وقوبل كل ذلك بالتصفيق الحار من الحضور الكثيف الذي عبر عنه طيف المجتمع السوري الجميل والرائع.
وتقديراً للمرأة في عيدها، قام الدكتور هنائي داوود مدير إدارة المهرجانات والكرنفالات الدولية في سورية والدكتور ياسين حيدر ممثل الفعاليات الاقتصادية الدمشقية بتوزيع باقات الورود والهدايا على الأمهات والمعلمات والنساء المكرمات تقديراً لجهودهن ودورهن في بناء المجتمع والوطن وبناء جيل المستقبل.
قدة: التكريم تقدير لدور المرأة السورية وتشجيعها
حول أهمية الفعالية والتكريم المخصص للمرأة في عيد الأم واليوم العالمي للمرأة وعيد المعلم، حدثنا الأستاذ إبراهيم قدة المدير التنفيذي في إدارة المهرجانات والكرنفالات الدولية في سورية، حيث قال: تحتفل معظم دول العالم سنوياً بمناسبات رئيسة ومتكاملة لتكريم المرأة لاسيما باليوم العالمي للمرأة وعيد الأم، وفي سورية بعيد المعلم، والاحتفال بالمرأة هو مناسبة للتفكر في التقدم المحرز وللدعوة إلى التغيير وللاحتفال بأعمال وإنجازات المرأة السورية وشجاعتها وثباتها في أداء أدوارها في بناء المجتمع وتربية الجيل وإعداده كي يكون قادراً على متابعة الرسالة الثقافية الإنسانية للوطن السوري.
د. داوو: الفعالية أبرزت أهمية المرأة ودورها في مجتمعنا السوري
وقال الدكتور هنائي داوود مدير إدارة المهرجانات والكرنفالات حول أهمية الفعالية، إنها تأتي كون المرأة عضواً في المجتمع فيجب أن تكون شريكة في إدارة المجتمع وتحمل شؤونه، وكونها تقوم بالأعمال المنزلية لا يجب أن يلغي دورها الاجتماعي؛ لأنّها شريكة الرجل في تحمل المسؤولية، ففي ظل حالة النمو والتقدم التي تشهدها المجتمعات نحتاج إلى كلّ الجهود والطاقات المجتمعية، فإذا جمّدنا دورها الاجتماعي فقد خسرنا نصف طاقة المجتمع على اعتبار أن المرأة نصف المجتمع، ومن هنا ينبغي أن نعزز دور المرأة الاجتماعي ومساندتها بشكل مستمر والعمل على تذليل الصعوبات التي يمكن أن تواجهها، والفعالية التكريمية تأتي في هذا المجال.
وقال: كانت الفعالية مميزة لأنها جمعت طيفاً هاماً من الجمهور الذي يمثل المجتمع والمرأة وتكاملت صور الغناء والموسيقا لتعبر على أهمية المرأة ودورها الهام.
وعبر عن تضامن الحضور والإدارة والمكرمين مع المتضررين نتيجة الزلزال، وأنهم يقفون صفاً واحداً إلى جانبهم، مشيداً بصور التلاحم والتعاضد التي أبرزها الشعب السوري منذ اللحظات الأولى للزلزال.
حيدر: من المهم أن تأخذ المرأة دورها الاجتماعي والاقتصادي
وأكد الاقتصادي الدكتور ياسين حيدر أن تمكين المرأة في الأزمات والصراعات لهو أمر حيوي، فهن يشكلن نصف المجتمع، ولذلك يجب أن يكن جزءاً من النشاط واختيار المستقبل، وقال: في حالات الأزمات والحروب، من الضروري أن تأخذ المرأة دورها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي الذي أخذته في سورية وهذا يتطور الآن في مواجهة تداعيات الحرب على الأسرة والمجتمع والوطن.
عنتر: للمرأة السورية دور كبير
الآنسة صفا عنتر مديرة العلاقات العامة في الإدارة أشارت إلى أهمية المرأة ودورها في نشاطات إدارة الاحتفالات والكرنفالات الدولية في سورية باعتبارها لعبت المرأة دوراً محورياً في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة، وأثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، فحضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة وإصرارها على الوقوف بجانب الرجل ومساندتها له يعد عنصراً أساسياً في إحداث عملية التغيير في المجتمع، وقالت: للمرأة السورية دور كبير في هذا المجال، ومن هنا كانت هذه الفعالية.
العايش: تنوعت أدوارها في المُجتمع
في حين أكدت إسراء العايش مسؤولة الإشراف والتنظيم في إدارة المهرجانات والكرنفالات الدولية في سورية، أن التغيير الإيجابي الذي تسعى له المجتمعات مرهون بشكل كبير بواقع المرأة ومدى تمكنها من القيام بأدوارها في المجتمع، فهي تشغل دوراً أساسياً في بناء أسرتها ورعايتها لهم، من خلال ما يقع على عاتقها كأم من مسؤولية تربية الأجيال، وما تتحمله كزوجة من أمر إدارة الأسرة، ومع تقدم المجتمعات وتطورها نجد أن المرأة لم تلتزم فقط بواجبها تجاه أسرتها وتربية الأبناء بل أصبح لها دور اجتماعي كبير في شتى المجالات وخاصة خلال الأزمات والحروب، وبناءً على مؤهلاتها العلمية والثقافية والاجتماعية تنوعت أدوارها في المُجتمع على مُختلف الأصعدة، لذلك اكسبت المرأة السورية المجتمع قدرة الصمود والقدرة على الاستمرار والنجاح، وهو ما عزز صمود الوطن في وجه التحديات.
صوايا: التكريم تقدير لدورها
الأستاذ فرزت صوايا رئيس لجنة التشريفات في الإدارة بين أن المرأة هي نصف المجتمع من حيث التكوين وكل المجتمع من حيث التأثير في النشأة والتكوين، فهي الأم والأخت والزوجة والجدة والمعلمة والمربية والعاملة و…إلخ، وقال: علينا أن نكرّم المرأة بمنحها كافة حقوقها لكي تستطيع أن تنخرط في شؤون البناء والتنمية على نحو فعال وحيوي، فالإحصاءات تشير إلى أن تعليم المرأة وتمكينها من العمل انعكس إيجاباً على الأسرة والمجتمع السوري، سواء في الأمور التربوية أو الاقتصادية أو الصحية.
المكرمات: المرأة قوة داعمة للتطور والتحول في المجتمع
بعض النساء المكرمات تحدثن وشكرن الجهات المكرمة وأشرن إلى أن المرأة أصبحت في أغلب المجتمعات والدول تشكل قوة ديناميكية داعمة للتطور والتحول في المجتمع، لذلك من الجيد التأكيد على أهمية تمكين المرأة لكي تكون قادرة على القيام بأدوارها بفاعلية، والمقصود بالتمكين هي العملية التي تُشير إلى امتلاك المرأة للموارد وقدرتها على الاستفادة منها وإدارتها بهدف تحقيق مجموعة من الإنجازات للارتقاء بالفرد والمجتمع، ومن هنا جاءت الفعالية لتلقي الضوء على ذلك المبدأ والجانب الهام في حياة الأسرة السورية والمجتمع السوري عامة.