انطلاقاً من حرص سورية الشديد على ضرورة تعزيز العلاقات العربية- العربية، والتأكيد بأنها جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، ومن أي عمل عربي وحدوي، جاءت زيارة وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد إلى المملكة العربية السعودية لتعزيز أواصر التعاون، وبحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ومستجدات وتطورات الأحداث على الصعيدين الإقليمي والدولي، والتحديات الراهنة التي تواجه وتستهدف شعوب المنطقة، بهدف مواصلة التنسيق والعمل المشترك لمواجهة تلك التحديات وتجاوزها.
الزيارة المهمة على مختلف الصعد، لها أبعادها السياسية في ظل التطورات الإيجابية المتسارعة في المنطقة، والتي تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون لمواجهة المشاريع الأميركية والصهيونية، وسورية تدرك جيدا أن الحوار بين الأشقاء، هو السبيل الناجع لإيجاد رؤية عربية مشتركة إزاء التحديات القائمة، والمملكة العربية السعودية لها وزنها الثقيل في المنطقة، ويمكنها لعب دور كبير يساعد على إيجاد حل سياسي ينهي معاناة السوريين جراء الحرب الإرهابية، لاسيما وأن دمشق لم تغلق يوماً أبوابها أمام أي مبادرات ومساع حقيقية للخروج من الأزمة.
البيان السوري السعودي المشترك، عكس بشكل واضح رغبة البلدين الشقيقين بإعادة جسور التواصل إلى وضعها الطبيعي، وتعزيز العلاقات بما يخدم قضايا الأمة العربية ككل، في ظل المتغيرات الجيوسياسية الحاصلة على مستوى المنطقة والعالم، وهو عكس أيضا تطابق وجهات النظر بما يخص الأزمة في سورية، وسبل الوصول إلى حل سياسي يحافظ على وحدتها وأمنها واستقرارها، الأمر الذي يؤكد مجدداً، أن التنسيق والتعاون العربي بعيد عن أي تدخلات أجنبية، من شأنه أن يثمر حلولاً ناجعة لأي أزمات تعصف بالدول العربية، لاسيما وأن العرب يجمعهم تاريخ واحد، ومصير مشترك، وهم الأقدر على تجاوز المحن، بتعاضدهم وتكاتفهم، ويحسب للمملكة العربية السعودية، حرصها واهتمامها على إنهاء الأزمة في سورية بما يحقق الخير لشعبها.
في ظل التحولات المفصلية التي يمر بها العالم اليوم، يحسب أيضا للدول العربية أنها بدأت تقتنص هذه اللحظة التاريخية لإعادة تموضعها على الخريطة العالمية، بما يتناسب مع وزنها ودورها الكبير والفاعل على مجرى الأحداث الدولية، إذ يتوق كل العرب اليوم لإعادة لم الشمل، وتمتين اللحمة العربية، وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك، حيث قوتهم بوحدتهم، وهم قادرون على إحداث تأثير نوعي على الساحة العالمية، بما يستجيب مع مصالحهم.