طبيعة ضدّية..

(الوجع سيكوي كل جروحه، ومع الوقت سيشفى ويصبح إنساناً جديداً)..

عبارة ترد على لسان إحدى الشخصيات التي تابعناها في الأعمال الدرامية التي قُدمت مؤخراً..

لعلها لا تشتمل الجديد.. لكنها تُعيد التذكير بغرس جروحنا في تربة أوجاعنا.. أو ربما العكس..

المهم هو الخلاصة المختصرة بإعادة خلقنا.. أو ولادتنا من جديد.

الوجع.. الألم.. والجرح..

مفردات تبدو ضرورية لاختمار تجربة كل منا..

ثم يأتي الفن ويجعلنا ننظر إلى تلك المفردات نظرة تأمل “عن بعد” و”عن قرب” بالآن عينه.. وهي ميزة الفن لأنه الأداة القادرة على إعادة اكتشاف خزائن كل منا وأسراره المخبّأة تحت سابع طبقات كينونته الغرائبية.

عبر الفن/الإبداع تنفلش كوامن كل منّا.. بينه وبين نفسه..

يلوذ إليها من جديد.. وكأنه يعرفها ويتأمّلها للمرة الأولى..

ويبدو هذا سر تعاطفنا مع شخصيات دون غيرها..

هل نتقبّل عملاً دون آخر.. أو نحب شخصيةً دون سواها بمقدار نقاط التقاطع بيننا وبينها أو بمقدار نقاط الاختلاف التي تجعلنا ندرك تمايزاتنا وبالتالي تفرّدنا عن طريق الضدّ..

وإن لم يكن في الأمر شيء من ذلك كيف نفسر تعاطفنا مع “مريم” في (النار بالنار) أو “شمس” في (الزند) أو حتى “إخلاص” في (حارة القبة)..

فليس من قبيل الترفيه.. ولا التسلية فقط.. تكون متابعة الدراما..

وحتى إن كانت أبسط الفنون أو أفقرها إبداعاً وصناعةً..

ألا يمكن أن تكون الأقرب والأيسر وصولاً إليها.. وبالتالي الوصول إلى المتلقي (إلينا).. إلى (العميق) منا وفينا..

الفن عدسة مكبّرة.. وهو في الوقت ذاته سياج عازل..

يكبر وينمّي داخلنا أشياء، وبالمقابل يعزلنا/يحمينا من أشياء أخرى..

هل للفن طبيعة ضدية..؟!

هو عدسة مكبّرة وكاشفة لألغاز وأسرار المرء التي يكتشفها بينه وبين نفسه..

وبينما يعرّفنا على ذواتنا أكثر، يقينا من بشاعات محيطة كثيرة..

يُعيد محاولاته بجعلنا نُبصر ما لم نره من قبل داخلنا، أولاً.. وداخل الآخر، تالياً..

وذلك عن طريق عزلنا لإعادة صهرنا مع الآخر مرّات كثيرات وجديدة.

 

 

آخر الأخبار
إطلاق مبادرة لإنشاء صندوق خدمي في سراقب بإدلب وزير الطوارئ يطّلع على المشاريع الخدمية في إدلب ويؤكد استمرار التوسع "الاتصالات " تطلق الاستمارة الرسمية لتسجيل بيانات الشركات الناشئة      موسم قمح هزيل جداً  في السويداء    استنفار ميداني للدفاع المدني لمواجهة حريق مصياف   رجل الأعمال قداح لـ"الثورة": مشاريعنا جزء بسيط من واجبنا تجاه الوطن   في أول استثمار لها.. "أول سيزون" تستلم فندق جونادا طرطوس وزير المالية يعلن خارطة إصلاح تبدأ بخمس مهن مالية جديدة   بدء الاكتتاب على المقاسم الصناعية في المدينة الصناعية بحلب  تسريع تنفيذ الاستثمارات الطموحة لتطوير الاتصالات والانترنت بالتعاون مع الإمارات  موقعان جاهزان لاستثمار فندق ومطعم بجبلة قريباً  صيانة شبكات الري وخطوط الضخ في ريف القنيطرة  في منحة البنك الدولي .. خبراء لـ"الثورة": تحسين وتعزيز استقرار الشبكة الكهربائية وزيادة بالوصل  وزير الطوارئ  من إدلب: دعم متواصل لإزالة الأنقاض وتحسين الخدمات  انطلاق المرحلة الثانية من الأولمبياد العلمي للصغار واليافعين  بطرطوس  إقلاع جديد لقطاع الطاقة في حلب... الشراكة بين الحكومة والمستثمرين تدخل حيز التنفيذ أزمة المياه في  دمشق ..معاناة تتفاقم بقوة  الشيباني يبحث مع السفير الصيني تعزيز التعاون الثنائي اتفاقية فض الاشتباك 1974.. وثيقة السلام الهشة بين سوريا وإسرائيل مسؤول أممي: وجود إسرائيل في المنطقة العازلة "انتهاك صارخ لاتفاق 1974"