ليس من باب المصادفة أن يكون التحول العالمي نحو التعددية القطبية والفكرية وعودة ألق الفكر القومي أن يكون ذلك بعد عشر سنوات من الصمود السوري وأيضاً مع الاحتفاء بمرور قرن على إنشاء أعرق الجامعات العربية..جامعة دمشق التي ما أن يذكر معظم المفكرين العرب إلا ويمكن القول أنهم درسوا في جامعة دمشق ولها في كل قطر عربي سفير من العلم والمعرفة والعطاء..
لم تميز سورية في مؤسساتها الثقافية والفكرية والتعليمية بين السوري والأشقاء العرب أبداً.
بل كثيراً ما كنا نقول همساً ولو من باب العتب الخفيف ليت مؤسساتنا الحكومية وأولها التعليمية تعاملنا كما تعامل الأشقاء العرب .
مئة عام على تأسيس جامعة دمشق في حصاد العطاء لايمكن أن نقف على تخوم وحدود ما قدمته للأجيال العربية.
جامعة دمشق ليست مؤسسة تعليمية وكفى بل هي أبعد من ذلك إنها مركز إشعاع ثقافي وحضاري وفكري في ألوان العلوم كافة الإنسانية والتطبيقية والطبية.
وإذ نحتفي بهذه المناسبة فلابد من توجيه التحية والتقدير والعرفان لكل من أسهم في إعلاء هذا الصرح العلمي منذ أن تأسس إلى اليوم.
ولا يمكن المجال أن يتسع للذكر ولكنه يتسع للقول إن عبق المؤسسين ومن مضى على دربهم يشع أملاً وعطاءً ..
نعم في كل أسرة عربية من نور جامعة دمشق بل نقش سوري باق لا يتغير يعطي المعنى الجوهري لفكرة أن العروبة مشروع ثقافي وحضاري وإنساني وهل أنبل من العلم والمعرفة في هذا المشروع ..وصدق الشاعر الذي قال : وعز الشرق أوله دمشق .