منذ زمن وكل الأصوات تنادي والأقلام تكتب عن ضرورة بناء القاعدة الكروية السورية المتمثلة بالفئات العمرية لأنها هي بذاتها الكرة السورية بعد (فتح غمض)، وإن لم يتم إعدادها منذ الآن بشكل مستدام ومثمر فسنفلس كروياً بكل ما للكلمة من معنى.
حتى تاريخه فنحن لا نزال متأخرين بأشواط في هذا المجال حتى عن الدول العربية، كما يوجد بون شاسع بيننا وبين دول المنطقة التي اهتمت بهذا المجال منذ سنوات طويلة فأثمر ذلك مشاركات دولية ونشاط كروي عالمي، وهكذا تصنع الرياضة.
يبدو أن اتحادنا الكروي مشكوراً بدأ يتنبه إلى الخطر القادم المهدد بنفاد الخزان البشري لكرتنا وإفلاسنا، وشرع بالفعل لا بالقول بأولى الخطوات المهمة بل المهمة جداً، وهي مشروع شامل لتطوير الكرة السورية انطلاقاً من الفئات العمرية يبدأ من بطولة منتخبات مدروسة ومميزة فعلاً كتجربة تناسب واقعنا.
الفكرة الأهم في المشروع هي تعزيز الثقافة الكروية ورفد المنتخبات الوطنية باللاعبين الأجدر والأكفأ، ويشمل المشروع من هم تحت 14 و16 سنة، ودون الخوض في التفاصيل الفنية فإنها مدروسة كما قلنا بعناية ومراجعة من قبل مختصين، وما يهمنا هنا هو التزام الاتحاد بإنجاح هذا المشروع وعدم جعله صورة فقط لا روح لها وبالتالي لا نتائج ملموسة.
أولى النقاط المهمة هي الرقابة التي يمارسها الاتحاد على البطولة بدءاً من اختيار اللاعبين، واشتراط مشاركة اللاعب مع محافظته، والتزام الاتحاد بالأمور الأكثر أهمية وهي الرعاية المادية الكاملة، من لباس وتجهيزات وتعويضات مالية، والأهم الالتزام بإقامة الورشات التدريبية المستدامة الكفيلة بتطوير الكرة من أساسها.
خطوة مباركة، هذا ما يمكن قوله مبدئياً مع تفاؤل حذر، فنحن هنا تعلمنا أن لا نتفاءل إلا حذرين كي لا نصاب بالإحباط الذي صار شبه مزمن بعد حلقات من الفشل، نريد اليوم أن نكسرها ونفتح بوابة التفاؤل على مصراعيها، لذلك نبارك جميعنا هذه الخطوة ونأمل أن تنقذ كرتنا فقد آن للأوان أن يفوت !!.