رغم ما يطرحه الكثيرون عن أن زمن الكتاب الورقي قد ذهب إلى غير رجعة، وأن عصر التكنولوجيا بات الأكثر انتشاراً ورواجاً، فإننا نجد رائحة الورق تعبق في المكان فتأخذ بقلوب عشاقه ويتزاحمون على بواباته لينالوا ما استطاعوا من الكتب التي ستكون خير الجليس وخير المعين الذي لا ينضب في المعرفة والثقافة والفنون.
في كل مرة ينتصر لوجوده، فيكون المتربع الأول على عرش المعرفة في المعارض وصالات المراكز الثقافية ومنافذ البيع، وهذا ما يؤكده رواد المعارض الذين يسعون إلى اقتناء الكتاب ليكون زوادتهم في رحلة البحث عن المعلومة والفكرة وقبل كل شيء الثقافة المتخصصة.
واليوم إذ نحتفي بشهر الكتاب السوري، تقدم وزارة الثقافة عناوينها المختارة بعناية والتي تجاوزت الـ 1500 عنوان، تقدمها إلى القارىء مستهدفة فئة الشباب في كلياتهم وجامعاتهم، ففي كل سنة تختار” كلية أو جامعة” لتذهب إلى الطلاب محملة بكل أطياف المعرفة فتضعها بين يدي الدارسين والمهتمين، فتارة يكون المعرض في كلية الآداب وتارة أخرى كما هو اليوم في كلية الحقوق، لتحقيق الغاية المنشودة من المعارض وهي خلق ذاك التواصل الحميمي بين الكتاب وشريحة الشباب، وخصوصاً عندما يعرض الكتاب بأسعار رمزية تتناسب مع الوضع الاقتصادي للطالب، فالحسومات تتجاوز في بعض الأحيان 50%، ما يؤكد سعي الوزارة الدائم إلى تفعيل دور القراءة، ونشر الفكر والثقافة السليمة.
والحقيقة أن ما تقوم به وزارة الثقافة من مبادرات لنشر ثقافة القراءة، يجعلنا في بحث دائم عن طريقة ناجحة لتفعيل هذه المبادرات في غير المؤسسة الحكومية أو في مراكز الخدمات وفي أوساط المجتمع الأهلي الذي بات اليوم شريكاً حقيقياً في مشاريع التنمية، وحتى في وسائط النقل، ليكون الكتاب رفيق الدرب الأكثر وفاءً وفائدةً، وبالطبع وقبل كل شيء ضرورة تفعيل المكتبات المدرسية وتزويدها بكل ما هو جديد من عالم المعرفة والإصدارات الجديدة.
الكتاب السوري يشغل اليوم مكانته المرموقة في المكتبات العربية، فهل ينال الحظوة عينها في قلوبنا ويتربع على عرش مكتباتنا؟!