جدل خارج عن حدود الرياضة نراه كل يوم على وسائل التواصل الاجتماعي، طبعاً من منصات غير رسمية تناصر هذا النادي أو ذاك ولا تنطق باسمه بشكل رسمي، لذلك فهي منفلتة من الرقابة، ولم يستطع الاتحاد الرياضي حتى الآن إيجاد الحلول الناجعة لما يمكن أن تلحقه هذه المنصات من أذى نفسي، أو ما تخلقه من شحناء غير رياضية.
صحيح أن دورينا استطاع أخيراً إثارة الجدل بين صفوف السوريين في كل مكان، لكن ليس هذا هو الجدل المطلوب، بل التنافس هو فقط المقبول، لا التحريض، ولا التوجه بالشتائم والإهانة للآخرين، ولا إثارة النعرات والتفرقة.
قبل كل جولة من الدوري وبعدها تتصاعد وتيرة الهجوم على هذه المنصات الشخصية المختفية وراء أسماء توحي بانتسابها إلى نادٍ معين لتكتسب أحقية الهجوم على غيرها، ولنقل على سبيل المثال فقط وليس كواقع: إن صفحة باسم الأهلي كانت تساند الفتوة عندما كان الأهلي بعيداً عن المنافسة، وكانت تهاجم فريق جبلة، وعندما لاحق الأهلي المتصدر على الصدارة تحولت إلى الهجوم على الفتوة والوثبة، وهكذا كمثال نرى هذه المنصات تتبع منابع الفتنة والتحريض أياً تكن، وكلما انقلبت النتائج تجد مادة دسمة، وربما يصل بعضها إلى مستوى هابط وسخيف، مثل منصة تضع نتائج الدوري كالآتي: السومة في الصدارة يليه الأهلي ثم جبلة..الخ، أو منصة أخرى تلمح إلى مصداقية الوثبة في مباراته القادمة، ملمحة إلى أن الوثبة لو خسر فستكون الخسارة بسبب الفساد أو الانتقام من الأهلي !!
لا نقصد هنا منصات باسم هذا النادي أو ذاك، فالحال كله من بعضه كما يقال، ولدى جميع هذه المنصات غير الرسمية، ومن الطبيعي أنه قد فات الأوان على علاج هذه الظاهرة وقد شارف السباق على نهايته، لكن أليس من واجب الاتحاد الرياضي أن يقدم لنا الموسم القادم بلا منغصات قد تتطور وتصبح أكثر أذى وأبعد بكثير عن الروح الرياضية والانضباط والأخلاق؟!