الثورة – آنا عزيز الخضر:
طروحات في قمة الجدية، تداخلت مع عالم مسرحية «أكاديمية الضحك» ذات الأسلوب الدرامي الخاص، حيث يوحي عنوانها بالكوميديا، رغم أنها تمر على إشكالية، هي دائمة الحضور في عالم الإبداع، أﻻ وهو الصراع الأبدي بين المبدع والرقيب، النص للمخرج الياباني «كوكي ميتاني»، أعدها وترجمها وأخرجها الدكتور «سمير عثمان الباش» ً وعرضت على صالة مسرح القباني بدمشق.
«أكاديمية الضحك» نص يبلور أسلوب كتابة الكوميديا بآليات فنية، لها خصوصيتها اللافتة، حيث تشير عبر مكامن كثيرة إلى فكرة أهمية أن يكون الإبداع بلا قيود، وكيف يبدو المسرح عبر الصراع الدائم بين الكتابة والرقابة، وماينتج من ذاك الصراع الافتراضي، الذي تابعناه فوجدنا مفارقات وحقائق تشد المتلقي أكثر فأكثر إلى الواقع، وتفاصيله وتبعات مشاكله، ليكشف العمل ضمن هذا السياق الكثير من التساؤﻻت التالية المهمة، وإن حملتها ملامح كوميدية، فهي أثارت قضايا ومشكلات متنوعة، يعيشها الجميع ويعاني تبعاتها.
يدور العمل حول قصة كاتب، يسعى للحصول على الموافقة النهائية لمسؤول الرقابة على نصه، لكن المسؤول يفرض وجهات نظره، ويطلب منه التعديلات الكثيرة ..لكن أي تعدلات..؟! فهي تقلب الأمور رأساً على عقب، وتحول النص إلى عمل سطحي مغاير لما أراده المبدع في البداية وهكذا…
أتقن بطلا العمل «لجين اسماعيل» و»كرم حنون» دورهما، وأوصلا رسالة العمل بآليات احترفية مدهشة ومثيرة للإعجاب.
لكن ما أثار الكثير من المفارقات في العرض، أن المراقب الذي يبدو في قمة الجفاء والجمود يتغير، ويتضح فجأة أنه يمتلك ضميراً حياً، حيث يتحول عبر لقاءات متكررة مع المبدع إلى شخصية مختلفة، بعد كل ذاك الجمود والنفور من الفن، إلى شريك في صناعة الكوميديا، فتتعالى الضحكات، التي لخصت أفكار عدة وأوحت بجماليات يفرضها الفن، وبشكل ﻻشعوري يتسلل إلى الأرواح.