الثورة – همسة زغيب:
تنوعت مواضيع الأمسية الأدبية التي أقيمت في المركز الثقافي في جرمانا بالتعاون مع فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب عن الشعر والقصة في أشكالها وأنماطها الأدبية والشعرية، وغلبت عليها النوازع الوجدانية والفلسفية والوطنية.
أحيا الأمسية مجموعة من الأدباء والشعراء (سامر منصور وعلي الدندح وسيدرا الأسعد ود.غسان غنيم ).
قدم الكاتب سامر منصور مجموعة من القصص القصيرة ذات المحتوى الاجتماعي الساخر بينما قدم الشعراء مجموعة قصائد وأبيات شعرية تتحدث عن الشعر ومكانته وما يقدمه من إبداعات في المجال الشعري تعكس حالات نفسية وذاتية واجتماعية، جاءت بانفعال وجداني وعاطفي صادق ومنها قصائد الغزل.
قدم الأديب سامر منصور قصة بعنوان” تاجر أزمة” بطريقة الرموز والإيحاءات، والجمع بين الواقع والخيال في مواجهة الأزمة والحرب الإرهابية الشرسة التي تعرضت لها البلاد، وربط جميع الأحداث بأسلوب ساخر للحفاظ على التوازن الموضوعي للقصة.
وألقى الشاعر علي الدندح مجموعة نصوص شعرية تنوعت بحورها الشعرية، وعبَّرت عن الحب بين الناس في المجتمعات بعيداً عن الحقد والكراهية، لافتاً إلى جمالها وما تعنيه المحبة ومدى تعلق قلبه بها، كما وصف الشعر الملتزم بالحب معتمداً على التفعيلة في الموسيقا العفوية التي رافقت الإيحاءات والرموز وعاطفة الشاعر الصادقة.
وجاءت نصوص الشاعر والناقد الدكتور غسان غنيم بأسلوب سهل ممتنع ملتزماً باللغة والموسيقا، ليعبِّر عن فسحة الأمل التي يعيشها الإنسان من خلال الانتقادات السلبية، مؤكداً على موضوع دعم مواهب وقدرات الشعراء الشباب والدفع بهم نحو المزيد من الإبداع والتألق، ومنحهم الفرصة وتشجيعهم من خلال الأمسيات الشعرية التي يقيمها المركز الثقافي.
أما الشاعرة سيدرا الأسعد التي بدأت كتابة الشعر في المرحلة الإعدادية بطرق متواضعة، ثمّ اتّجهت إلى كتابة الشعر العمودي وشعر التفعيلة والنثر الخاطرة، وأعجبت بشعر المتنبي وصوره وحكمته وهو حكيم العرب وله أثر بالغ في داخلها فاتّجهت لكتابة الشعر العمودي، ملتزمة بموسيقا البحر البسيط والبحر الوافر واللغة والقافية والروي والصور الجمالية، وتأثرت بطبيعة بلادها الخلابة والمروج والأنهار، استلهمت أفكارها من أرض بلدها، وكتبت عن أوجاعه، ويتضح ذلك جلياً في قولها:
يمضي الوجود بهديه وضلاله… نحو الثريا يحتفي بمآله
سوريتي اعتصمت بها كل الدنى… من كفها بزغ الهدى بكماله.
وعبَّرت عن حبها للطبيعة وتعلقها والتصاقها بها بلغة رائعة من خلال ربط العاطفة تجاه الحبيب بالمعالم الجميلة، فالشعر بالنسبة لها ملجأً تلوذ به كلّما ضاقت بها سبل الحياة تُعبِّر به عن مشاعرها سواء كانت مثقلة بالغضب أو الفرح والحزن.
إنّ الشعر نزيف عذب كلما زادت حدّته نضب الألم واخضرّت أفكاره من وجهة نظر رئيسة المركز رمزة خيو، هكذا كانت جميع النصوص الشعرية التي ألقاها الشعراء مميزة حافظت على اللغة العربية والتزمت بالروي والقافية.