إذا لم تخني الذاكرة فإن كتاب حصاد الهشيم للراحل إبراهيم المازني الكاتب المصري المعروف وصاحب كتاب (إبراهيم الكاتب )
والهشيم هو الزرع أو العشب اليابس الذي لا حياة فيه ويمكن لعود ثقاب واحد أن يحوله لرماد ولا يمكن أيضاً حصاده
شهر حزيران يذكرنا بموسم الحصاد، إذ يكون الزرع قد وصل نضجه ومن يتأخر عنه يجد صعوبة بالغة في حصاده..
وفي حزيران أيضاً حصاد أبنائنا الطلبة لما زرعه الأهل والمعلمون خلال عام دراسي كامل ..
اليوم تغيرت ملامح الحصاد كثيراً.. إذ ستجد درجات شبه تامة في الكثير من المواد الدراسية وتجد طلاباً متفوقين في المجموع..
وتكتظ الجامعات العامة والخاصة بهم، ولكن للأسف الشديد ثمة جانب غائب عن هذا كله أنه ديمومة أو تكامل التفوق كثير مما دخل الذاكرة تم إفراغه بعد الامتحان ولم يتحول إلى معرفة ولا إلى سلوك ثقافي وحضاري وإنساني عند الكثيرين.
البوصلة عند الكثير من هذا الجيل لم تعد العلم كمعرفة وتنوير وقيم بل بما يمكن أن يجنيه من مال ..
لهذا ترى الكثير من اليافعين يتحدثون عن عكوفهم عن متابعة التحصيل العلمي ويفاجئك أحدهم قائلاً: من أجل راتب لايسد رمق يومين؟
وقس على هذا الكثير.. وفي المشهد ذاته الطلبة الذين يمزقون كتبهم ودفاترهم وهم يرقصون حولها ..
ظواهر مؤلمة جداً لها تداعياتها الخطرة وعمقها الاجتماعي على المستقبل.. إنها خلاصة التعليم بلا تربية.. بلا تنوير.. بلا قدرة على الوصول إلى ما وراء أسباب هذا الأمر..
إنه حصاد الهشيم وليس القمح.