تصادف اليوم الذكرى السادسة والخمسين للحرب العدوانية التي شنّها الكيان الصهيوني على أمتنا العربية، حيث احتل هذا الكيان الغاصب الشطر الشرقي من القدس بالإضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء المصرية والجولان العربي السوري، وقد جاء هذا العدوان استكمالاً لنكبة عام 1948 التي نجم عنها اغتصاب معظم فلسطين التاريخية، وتشريد شعبها بتواطؤ بريطاني وغربي، وتنفيذاً لوعد بلفور المشؤوم الذي مهد الطريق لإنشاء هذه الغدة السرطانية المسماة “إسرائيل”.
لقد أثبتت حرب حزيران العدوانية كذب ادعاءات الصهيونية العالمية التي تمّ ترويجها على مدى سنوات طويلة حول ما يسمى “مظلومية” ما يسمى الشعب اليهودي، وتعرضه المزعوم للإبادة الجماعية والتهجير على يد النازية في إطار بحثه عن “وطن قومي” يأويه، إذ إن ما ارتكبته العصابات الصهيونية خلال حربي “النكبة والنكسة” وما بعدهما ضد الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية كان أشد بشاعة وانحطاطاً وإجراماً من كلّ ما قامت به جيوش النازية وجيوش الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.
كما أثبتت حرب حزيران العدوانية أن للكيان الصهيوني أطماعاً توسعية تتجاوز حدود فلسطين التاريخية وتلتقي مع شعاراته التلمودية حول حدود “إسرائيل” المزعومة من الفرات إلى النيل، وأن كلّ ادعاءاته بالسعي نحو السلام هو محض أكاذيب وافتراءات تدحضها اعتداءاته المستمرة على الشعب الفلسطيني، واستمراره في احتلال الجولان العربي السوري وإقامة المشاريع الاستيطانية على أراضيه في تجاهل تام واستهتار فاضح بكلّ القوانين والقرارات الدولية والشرعية الدولية، التي تدعو “إسرائيل” للانسحاب غير المشروط إلى خطّ الرابع من حزيران.
استمرار الكيان الصهيوني في ممارسة سياسته العدائية والاحتلالية ومحاولة فرض قوانينه التعسفية غير المشروعة لن يغير شيئاً في قناعات السوريين حكومة وقيادة وشعباً، فتحرير الجولان واسترجاعه هو هدف مشروع لا حياد عنه تكفله كلّ القوانين والأعراف الدولية، إضافة إلى أن أهلنا الصامدين في الجولان سيظلون شوكة في حلقه ينغصون عليه أحلامه ومشاريعه وطموحاته، من خلال تمسكهم بهويتهم العربية السورية ومقاومتهم للاحتلال في كل مناسبة، والكيان الصهيوني يدرك أن احتلاله زائل ومؤقت ولن يدوم.