تساهم الأنشطة الصيفية للأطفال مساهمة كبيرة في منحهم فوائد نفسية وجسدية وعاطفية كبيرة، فهي تساعدهم على تنمية مهارات التواصل الاجتماعي، وتجنبهم الوقوع في العزلة الاجتماعية والوحدة، وتُعزز القيم الأخلاقية وحبّ الخير، ومبدأ العمل الجماعي بقلب واحد، فالعطلة الصيفية فرصة ينبغي تكريسها لإكساب الأطفال مهارات جديدة، بجانب تعويدهم على الاعتماد على النفس وزيادة تراكم المهارات لديهم.
مع بداية العطلة المدرسية السنويّة وفصل الصيف تبدأ معاناة الأهالي مع أبنائهم الذين يفرغون طاقاتهم إما بنشاطات وألعاب غير منهجية، والتي من الممكن أن تشكل إزعاجاً وضوضاء وضرراً لهم ولغيرهم، أو الجلوس أمام شاشة التلفاز والإنترنت لساعات طويلة ما يسبب لهم مشكلات صحية ونفسية.
إلا أن التكاليف المرتفعة لقاء الاشتراك الشهري للنوادي الصيفية، والتي بات أسعار غالبيتها العظمى غير منطقي والآخر مرتفع جداً – مقارنة مع النشاطات المقامة والمقدمة في كل منها ومستوى الدخل الشهري لأغلبية المواطنين- جعل الأهالي يتوقفون ملياً للتفكير بتلك الأسعار، بل وصل بهم الحال للامتناع عن تسجيل أطفالهم، لأن أسعارها لا تتناسب أبداً مع وضعهم المعيشي.
في ظل الغلاء الفاحش وضيق الحال.. تبقى حيرة الأهل مستمرة بين أهمية إشراك أطفالهم في تلك النشاطات، وبين خوفهم من عدم فائدتها في حال كانت تلك الأنشطة غايتها تجارية فقط ما يجعلها تفقد محتواها، ناهيك بارتفاع تكاليفها التي تكسر الجيوب، مستعيضين عنها باستغلال المال المخصص لأقساط تلك النوادي في أمور حياتية ومعيشية أخرى أكثر أهمية.
بين حيرة الأهل بإشراك أبنائهم في النوادي وضيق ذات اليد، يبقى أمل تلك الأسر بأن تبادر الجهات المعنية بفتح مراكز ونواد برسوم رمزية تستطيع الأسر دفعها، فنوادي الأطفال الصيفية ليست ترفاً وكماليات، بل أضحت مهمة لتمكين الأطفال من قضاء عطلتهم الصيفية بشكل صحيح وآمن فيما ينفعهم بدلاً من اللعب في الشارع.. وليست حكراً على أطفال دون غيرهم.