الثورة – آنا عزيز الخضر:
تتشابه التجارب الثقافية عند الاقتراب من الواقع الإنساني ومعاناة البشر، ﻷنها واحدة عند شعوب الأرض قاطبة، عندما تتشابه الأوجاع والمشكلات، وبما أن المسرح وسيلة ثقافية تكتسب تميزها الإبداعي، عند الترجمة الخلاقة لهذه المعاناة وفق أدوات ومفردات من شأنها تعرية الأسباب بطرق فنية، تضيء أبعاد أكثر عمقاً من تلك المنطوق بها، فإنها تستحضر المتعة الحقيقة لفن المسرح ومهامه و مسؤوليته..هذا ماحققه العرض المسرحي( ادفع مابدفغ)، لفرقة مسرح الشمس في الأردن على مسرح الحمراء بدمشق.
حمل العرض أسلوب الكوميدية الساخرة لقراءة متجددة عن نص لكاتب الإيطالي( داريو فو) متجاوزاً ببنيته الدرامية المتقنة والواقعية المسافات، التي تفصل بين الثقافات المختلفة.
دارت مسرحية “ادفع ما بدفع” عن مجموعة من النساء اللواتي عانينا من غلاء المعيشة والفقر والحرمان، بعد تصاعد الأحداث في مفارقات كوميدية، انتزعت من جمهورها الضحكات، رغم الألم أثناء رواية الشخصيات لمعاناتها و ظروفها الاجتماعية والمعيشية بأسلوب، حمل السخرية والتهكم، ضمن إطار من الكوميديا الراقية. أخرج العرض الفنان (عبد السلام قبيلات)، وجاء العرض ضمن اتفاقية بين مديرية المسارح والموسيقا بدمشق في وزارة الثقافة ومسرح الشمس في عمان، وذلك بعد أن عرضت فرقة المسرح القومي عرض “كاستينغ تجربة أداء” للمخرج سامر محمد إسماعيل في الأردن.
كان أداء الممثلين (أحمد سرور)،( عدي حجازي)،( روسن حلاق)،( حياة جابر)، ( سعيد مغربي) على غاية من المهارة والتلون، خصوصاً أن العرض تطلب أداء حركياً خاصاً، جنباً إلى جنب وجود الموسيقا، لعبت دوراً هاماً في العرض، وكانت موجهاً لتطوير الأحداث التي تطلبت الأداء الحركي أيضا في مواقع عديدة من العرض، الذي أكد أن الإنسان هو ذاته أينما كان،
تحديداً بكون المسرحية عرضت مشاكل اجتماعية ومادية وإنسانية، يواجهها الناس في مختلف البلدان العربية بأسلوب جذب الجمهور، وشده للتفاعل معها، لأنها قريية منه ومن مشاكله وهمومه.