الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
يزداد صعوبة التحكم بالمواد الثقافية، بسبب التكنولوجيا التي فتحت العالم على بعضه، وأصبح التفلت عنواناً عريضاً للمضمون الثقافي، المنتشر بطرق مختلفة على مواقع التواصل، ولكن إذا عقدنا مقارنة بين هذا المحتوى وذاك الموجود في الكتب والمجلدات العريقة ذات المحتوى الإبداعي والذي يمكنها أن تؤسس لوعي وهوية محلية متأصلة، لصالح من ستكون النتيجة…؟
بالتأكيد لصالح منتج يتداعى إلينا أينما كنا عبر شاشاتنا والمشكلة أن هذا المحتوى متأثر إلى حد كبير بالفكر الغربي، في ظل كل هذا الانتشار هل يمكن للفكر الغربي أن يفقد هيمنته…؟
هذا المعطى الأخير لا يبدو واقعياً يمكن لنا أن نشتغل على تراخي قبضته، من خلال تقديم محتوى ثقافي محلي، عميق وجذاب يتلاءم مع معطيات روحنا الفكرية، ولكن في حال تمكنا من تقديم هذا المحتوى بمستوى إبداعي، هل يمكن تلقفه إن لم نؤسس لمناخ واقعي يجعلنا قادرين على الانفتاح على ثقافتنا المحلية، دون أن تعيق وصولها للجمهور الصعوبات التي يمكنها أن تخنق أي تطلعات ثقافية إن لم تخف وطأتها.
ربما لا يوجد خاسر أو رابح لأن كل هذا الضخ، أياً كان نوعه يؤسس لمرحلة فكرية مختلفة، ولكنها في الوقت ذاته تحتاج لبناء ذهن الإنسان بطريقة مغايرة، وربما المعادلة الأخيرة هي الحكم، حين يكون بناء الوعي والشخصية متيناً متكلاً على مبادئ وقناعات لا تتصلب أو تتراخى، على الأقل سننجح في خلق حائط استنادي.
العدد 1149 – 27-6-2023