رشا سلوم
ما من متابع للمشهد الشعري العربي ولاسيما في سورية إلا ويجب أن يتوقف عند تجرية الشاعر أحمد يوسف داود الذي رفد منجزه الشعري بمجموعة جديدة حملت عنوان
(صبح يذوب على السرير)،
من أجواء المجموعة:
سأبوح في وجع لكل قطاي باسم الشام:
يا سرب القطا إن البوادي مهلكات…
لا تَرد يا طيرُ ماءً غير مائك..
أنت مصيدة الكمائن..
أنت في غدر
فلملم من فم النجوى أنيني!
إني أليف مواجعي من ألف دهر:
كلما ناديت أهلاً جاءني القتلى عُراة
يسألون القلب عن عرب..
فيأخذني السؤال إلى الجنون.
المجموعة الشعرية (صبح يذوب على السرير)، تأليف: أحمد يوسف داود، صادرة حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب.
محطات
وفي سيرة الشاعر داود محطات غنية يمكن الوقوف عند بعض ملامحها كما قدمتها الدراسات
( أحمد يوسف داود ولد عام
1945- في قرية تخلة التي تتبع ناحية الدريكيش من صافيتا بمحافظة اللاذقية آنذاك.
وفي الخامسة من عمره دخل الكُتّاب في قريته وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1956 ثم تابع دراسته في المدرسة المتوسطة بالدريكيش وفي صفها الثاني كتب أولى قصائده وحصل بعد ذلك على شهادة الكفاءة وبعدها التحق بدار المعلمين في حمص وتخرج منها معلماً ابتدائياً عام 1963.
في حمص كتب الشعر ونشر بضع قصائد في مجلة الخمائل التي أصدرها محيي الدين الدرويش كما نشر فيها قصة قصيرة واحدة. وأجاد الرسم وكاد أن يتحول إلى ممارسته على يدي الفنان صبحي شعيب. واهتم بالموسيقا والغناء بتأثير ممدوح شلبي. وعرف المسرح وأحبه.
وقد درس أحمد يوسف داود عام 1964 منهاج الشهادة الثانوية وحصل عليها بدرجات جيدة أهلته للتسجيل بقسم اللغة العربية وآدابها في العام الدراسي التالي. وخلال دراسته هذه فاز عام 1967 بالجائزة الاولى في مهرجان شعراء جامعة دمشق.
ـ بدأ بالنشر في المجلات والصحف كالآداب اللبنانية والمعرفة السورية وغيرهما منذ أواسط ستينيات القرن الماضي ونشر في مجلة المعرفة عام 1968 مسرحية شعرية بعنوان (سفرة جلجامش)
وفي 1969 أصدر ديوانه الأول تحت عنوان أغنية ثلج الذي حل محل عنوانه الأصلي البحث عن يقين وصدر عام 1970. وسجل عضوا في اتحاد الكتاب العرب في أول يوم من 1970.
تخرج من الجامعة في 1970 وعين مدرساً للأدب العربي في ثانويات محافظة طرطوس.. وفي عام 1979 انتقل من التدريس إلى الإعلام وعين رئيساً لشعبة الأطفال في التلفزيون السوري.
ودخل أحمد داود عالم الصحافة وقد تنقل بين جريدتي تشرين والثورة ومحررًا في مجلة الكفاح العربي البيروتية وبين الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حتى تقاعد من الهيئة في نهاية عام 2005 كما تقاعد من اتحاد الكتاب العرب في العام نفسه.
يعيش منذ تقاعده في مسقط رأسه. كرمته محافظته طرطوس ضمن فعاليات مهرجان عمريت الثقافي للعام 2019.
ـ أصدر حتى الآن: 27 كتاباً بينها تسعة دواوين شعرية وخمس روايات (دُرّست اثنتان منها لسنوات في جامعتي تشرين باللاذقية والبعث في حمص) كما صدر له أربع روايات للفتيان، نالت إحداها الجائزة الأولى في مسابقة أقامتها وزارة الثقافة لهذا النوع من الأدب ، وصدرت له مسرحيتان في كتابين وأُخرجتا للمسرح القومي السوري: واحدة في دمشق والثانية في حلب.. وله أربع مسرحيات أخرى منشورة في مجلات: المعرفة السورية والآداب اللبنانية والموقف الأدبي التي يصدرها اتحاد الكتاب العرب بدمشق.. كما إنه صدر له كتابان في النقد هما: (لغة الشعر) عن وزارة الثقافة السورية عام 1980 و(أوراق مشاكسة) عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق عام 2001 إضافة إلى كتاب في التاريخ هو (الميراث العظيم/ إعادة بناء المنجز الحضاري العربي بين الألف الرابع قبل الميلاد وظهور الإسلام).. وذلك بالإضافة إلى بضعة كتب أخرى.
ـ نال جائزة الدولة التقديرية عن أعماله في مجال الآداب عام 2013
من دواوينه الشعرية:
أغنية ثلج، 1970
حواريّة الزمن الأخير، 1972
القيد البشري ، 1978
قمر لعرس السوسنة، 1980
أربعون الرماد ، 1989
مهرجان الأقوال ، 1997
ربما.. بعد أنْ! ، 2018
طرق بلا عشاق، 2019
من رواياته:
الغراب ، 1971
السيف المرصود مجموعة من ثلاث روايات للفتيان ، 1972
حكاية من دمشق، للأطفال، 1975
الخيول ، 1976
الأوباش ، 1981
تفاح الشيطان ، 1988
فردوس الجنون ، 1996
وله في النقد والدراسات:
لغة الشعر، 1980
أوراق مشاكسة، 2001
سيرة المجاهد سعيد العاص، 1990
الميراث العظيم: إعادة بناء المنجز الحضاري العربي منذ بدء التحضر حتى ظهور الإسلام، 1991
رقصة الشيطان:البرنامج الصهيوني لنصف القرن القادم
وله أيضًا في المسرح :
سفرة جلجامش، مسرحية شعرية، 1968
الخطا التي تنحدر ، 1972
مالكو يخترق تدمر ، 1980)