الثورة – آنا عزيز الخضر:
الاستثمار في الذات لدى الشباب حالة هامة لعل في تفسيرها تكمن المعطيات المثلى لتوجيه قدرات وإمكانات يمتلكها الشباب إلى وجهتها الصحيحة، خصوصاً أنها تهدف الوصول إلى الاستفادة القصوى منها في جميع الاتجاهات.
وعن أهمية الاستثمار في الذات عند الشباب تحدث الباحث في تطوير مهارات الشباب الدكتور عبادة دعدوش قائلاً: أي مجتمع يريد أن ينهض بأبنائه ﻻ بدّ من أن يدعم فئة الشباب ، مستثمراً تلك الطاقة العظيمة في المجتمع من هنا يجب أن تكون هذه الشريحة منتجة مدركة لدورها، و يدعم هذا الجانب الاستثمار في الشباب.
امتلاك المعرفة
فلكل فرد موهبة ما بشكلها الفطري، ومن الضروري أن يمتلك المعرفة حول موهبته تلك وقدراته ومهاراته ونقاط القوة التي يمتلكها في المجال الذي ينتمي إليه ويحدد هدفه وطموحه ساعياً إلى تحقيقه.
وتابع الأستاذ دعدوش حديثه مؤكداً أن معرفة نوع الموهبة تعرف من خلال قياس ميول الشاب ضمن دائرتين..دائرة الإبداع ودائرة الجهد، فالأولى تتميز بتقديم جهد قليل ضمن وقت قصير للحصول على نتائج كبيرة بجودة عالية على عكس الدائرة الثانية التي تتطلب جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً للحصول على نتائج قليلة بجودة منخفضة.
وأشار الباحث أنه يمكن إخضاع الشاب لاختبارات علمية لمعرفة توجهاته بالإضافة لأهمية التجريب الميداني بحث عن المهارات التي يمتلكها، لأن تحديد الموهبة والمهارات تعتبر الركيزة الأساسية في عملية الاستثمار في الشباب.
وفي خطوة تالية تأتي مرحلة تطوير الموهبة والمهارات، ويمكن تأسيسه عبر طرق عديدة، أولها :القراءة والبحث عن المعلومات وهي متوفرة بشكل كبير وواف عبر الإنترنت، وثانيها: الدورات وورشات العمل التي تقيمها المراكز والمؤسسات التخصصية، وثالثها:التطوع ضمن المجال ذاته لاكتساب مهارات وخبرات عملية.
*خطة تدريبية
وتابع الباحث دعدوش مؤكداً أن مرحلة تطوير الموهبة والمهارات تتطلب عدة خطوات، منها تحديد الاحتياجات ووضع خطة تدريبية ضمن وقت محدد والبدء الفوري بتطبيق الخطة دون تأجيل مع الاستمرارية إلى جانب التحلي بالصبر وعدم الاستعجال مع أهمية تحديد الهدف المراد الوصول إليه بعد انتهاء فترة التدريب.
*معوقات رحلة الاستثمار
أما المعوقات التي يمكن أن تواجه الشباب خلال رحلة الاستثمار في الذات قال الأستاذ دعدوش: “ العقبات تتمثل باحتمال التأثر بآراء سلبية ، وهنا على الشاب أن يتحلى بإيمانه بهدفه والثقة بالنفس وعدم الاكتراث للتعليقات المحبطة، متسلحاً بالصبر والإرادة أثناء تطوير إمكاناته ومهاراته إلى جانب ضرورة عدم السماح للملل والإحباط أن يجدا طريقهما إليه خلال عمله على خطته التدريبية”.
وﻻ بدّ من الذكر أنه يجب على الشاب تحديد مجالين نسبياً ليتمكن من التركيز عليهما وتطوير مهاراته فيهما لجني المتعة والمكسب المادي في الوقت ذاته ومن الضرورة بمكان عدم التشتت في عدة مجالات حتى لا يضيع جهده وفكره ووقته.
كما أن تحديد الأهداف القابلة للتحقيق هو أمر في غاية الأهمية للنجاح وجني نتائج مرضية للاستثمار في الذات.
*نصائح
وحول النصائح التي تخص الاستثمار في الذات ختم الباحث د. دعدوش.. ” من الضرورة امتلاك ثلاثة أمور للنجاح في عملية الاستثمار في الذات هي: المهارة والتجارة والإدارة” ويعني ذلك.. تطوير مهارة فطرية تعطي الإحساس بالسعادة ، مع تنمية مهارة مكتسبة تعطي مردوداً مادياً ، إلى جانب امتلاك القدرة على تنظيم الجهد والوقت بين هاتين المهارتين للحصول على النتائج المأمولة.