الثورة _ علا مفيد محمد:
وُجدتْ منصات التواصل الاجتماعي لخدمة البشر إذا ما تم استخدامها بالطريقة الصحيحة ولا سيما تلك المساحة المضيئة لهذه المواقع عندما تتجه نحو التسويق والترويج لإبداعات الموهوبين والتعريف بأشخاص بحاجة للدعم لما يملكونه من مبادرات أو مواهب بمجالات متعددة تستحق أن يعرّف بها للآخرين.
حيث يلجأ عدد من المؤثرين على منصات التواصل لمشاركة الصور والمنشورات وكذلك مقاطع الفيديو التي تنقل موهبة شخص ما أو مبادرة معينة وذلك على صفحاتهم الخاصة على تلك المواقع لمساعدتهم وإيصال إبداعاتهم لأكبر فئة من المجتمع والمتابعين لديهم.
المعلمة زينب يوسف اهتمت بموهبة الطفلة نتالي إسماعيل البالغة من العمر 7 سنوات من الصف الأول، مدرسة الثورة، محافظة طرطوس في حفظ الشعر وإلقائه فسارعت إلى التواصل مع والدة الطفلة، وبالتنسيق معها تم تصوير الطفلة بمقاطع فيديو تتضمن إلقائها للعديد من القصائد ومن ثم مشاركتها على الفيس بوك، كما قامت والدة الطفلة بإنشاء صفحة خاصة لها على مواقع التواصل الاجتماعي باسم الطفلة نتالي إسماعيل ونشرت تلك المقاطع على الصفحة ولاقت انتشاراً كبيراً واستحساناً من عدد كبير من المتابعين.
شهادات تكريم
وبدأت الطفلة نتالي بالمشاركة في مسابقات عديدة ما لبثت أن نالت منها الكثير من شهادات التكريم والثناء ومنها مسابقة المواهب التي أقامتها مؤسسة شؤون الطفل، وكذلك مسابقة اتحاد طارق حيبا للثقافة والفنون والسلام، ومؤخراً حصلت على شهادة سفير الطفولة للمحبة والسلام من منظمة المحبة لحقوق الإنسان والدفاع عن الحريات بعد فوزها بمسابقة أعلنت عنها المنظمة بمشاركتها قصيدة اللّغة العربية «أسياد الكلم» للشاعر أمجد نور، كما حصلت على شهادات تكريم من ملتقى معلمي تونس العربي والدولي.
اهتمام متنوع
وبالحديث مع السيدة نداء الشمالي والدة الطفلة، روتْ للثورة كيف اكتشفت موهبة ابنتها منذ عمر صغير حيث قالت: لاحظت أن ابنتي قد حفظت أغاني لفيروز في عمر ال 4 سنوات وكانت حينها في مرحلة رياض الأطفال مثيرةً إعجاب معلمتها التي كانت تشجعها دائماً، وفي الصف الأول كانت قصيدة «طيور البر» للشاعر عمر الفرا أول قصيدة تحفظها نتالي.
فبدأتُ العمل على كسر حاجز الخجل عندها لتتمكن من الإلقاء أمام أصدقائها ونجحتُ في ذلك، وبتشجيع مني ومن معلمتها ألقت القصيدة في مدرستها على مسمع المعلمين والتلاميذ وأعجب الجميع بها وبأدائها حتى أن أحد معلمات المدرسة اهتمت بما قدمته نتالي وتواصلت معي وأخذنا نشجعها ونصور قصائدها وننشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن هنا كان الانتشار الأكبر.
مسؤولية وتحدي
وأكملت الشمالي أنه بعد ذلك بدأت نتالي تهتم وتحفظ أكثر حينئذٍ شعرت بالمسؤولية أكثر، وبدأ التحدي بحفظ قصيدة الأصمعي ونجحتْ طفلتي بحفظها، كما كان لقصيدة «يا سورية اسمعي» صدىً واسعاً والتي قمنا بتصويرها ونشرها على الفيس بوك بعد الزلزال الذي أصاب بلادنا بعدة أيام حيث حصلت على آلاف المشاركات والإعجابات من داخل وخارج سورية، كل ذلك كان يزيد من حماسي وحماس ابنتي للاستمرار والاجتهاد أكثر فقمنا بإنشاء قصيدة من خلال دمج مقطعين من قصيدتين مختلفتين بعنوان «رفع الحصار» وحققت انتشاراً كبيراً.
ولأن نتالي أصبح لديها الرغبة بحفظ القصائد الطويلة الصعبة وحفظها يعتمد على السماعي قمت بتسجيلها في مؤسسة دانيال التعليمية لتعلم القراءة السريعة بحيث تقرأ وتحفظ من تلقاء نفسها.
وفي نهاية الحديث ذكرتْ أن الطفلة نتالي شاركت بفريق مئة كاتب وكاتبة وأصبحت أصغر عضو فيها.
بدورها عبرت الطفلة الموهوبة عن مدى محبتها لإلقاء الشعر واستمتاعها بحفظ الكثير من القصائد أما عن أمنيتها فقالت: أتمنى أن أكون إنسانة متألقة وناجحة وأن أرفع اسم عائلتي وبلدي سورية، مع شكري ومحبتي لأمي وأبي لدعمهما لي كذلك معلمتي زينب التي ما زالت تدعمني حتى الآن.
إن دعم المواهب بهذه الطريقة يولد الحافز والدافع والاستمرار لتحقيق النجاح وهو المعنى الإيجابي والمنطقي للإنفتاح.