إنه موسم تجديد عقود وإنهاء أخرى وإبرام جديدة، ومن الممكن القول إن الميركاتو الصيفي يشهد حالة جفاف حتى اللحظة، حسبما نتابع من أخبار، عدا أندية قليلة يتصدرها الفتوة الذي ضم إلى صفوفه نخبة من النجوم، مستعداً للتمثيل الآسيوي، وأمله الأهم هو الحفاظ على الصدارة في الموسم المقبل.
إذاً ما سبب الجفاف في حر الصيف؟ والإجابة الأكثر ترجيحاً أنه المال كما بات معروفاً، إن إبرام العقود والاستعداد للمعسكرات الخارجية وشراء الاحتياجات من ملابس وغيرها يكلف مبالغ طائلة وليست سهلة في أيامنا هذه، ويبقى المال عقدتنا التي لا نجد لها حلاً رغم أننا قادرون على ذلك، وثمة منافذ تمكننا من ذلك.
على رأس هذه المنافذ على الإطلاق التدخل الحكومي والنقابي لدعم الأندية المتعثرة، فليس من المعقول أن يلغي الجزيرة مبارياته لأنه لا يملك ثمن السفر إلى دمشق ولا الإقامة فيها ونقف ساكتين ونقول له: (هارد لك… عندما يتوافر لديك المال تعال والعب !!!) وليس من المقبول بشل عام ألا يوجد منفذ لدعم كل الأندية ولو على سبيل الاقتراض مثلاً من قطاعات أخرى غنية بما يكفي.
هنا نقول إننا لم نترك رياضتنا تذهب للقطاع الخاص الذي يمولها و(يدفشها) ولم نقم بدعمها كقطاع عام بل وضعنا رجلاً هنا ورجلاً هناك فضاعت الطاسة بين الرجلين كما يحدث مع قطاعات كثيرة الآن وليس الرياضة فحسب، لا ضربنا بالسيف ولا هربنا، بل بقينا نتفرج على (سنوات ضياع) حتى جاء هذا الصيف وجف معه تيار الدوري الكروي لأن ماء المال لا يهطل من السماء كماء المطر، بل له طرق موجودة لدى دول الجوار المحيطة بنا وليس الأجنبية فقط، ولكننا دفنا رأسنا في الرمال الجافة كذلك الطائر الذي يخبئ رأسه وجسده مكشوف للعراء.

السابق