الثورة _ أديب مخزوم:
برعاية وزارة الثقافة ـ مديرية ثقافة دمشق، وضمن أسبوع الطفل، أقيم في صالة المركز الثقافي العربي في كفر سوسة، معرض فني تشكيلي تراثي للأطفال واليافعين، من عمر ست سنوات حتى عمر خمسة عشر سنة، بإشراف الفنانة نسرين حماد في مرسمها ( ندى الورد ).
وأكدت نسرين، على أهمية رعاية مواهب الأطفال، كونهم يمثلون المستقبل .. وقالت بأن هذا الموضوع يشكل خطاً أحمر بالنسبة لها، ومن هنا نجد رسومات الأطفال التي اختارتها جاءت على سوية متقدمة ومتقاربة.
والمعرض يثير عدة قضايا تدرج في مجملها ضمن إطار اكتشاف طاقات الأطفال واليافعين، ودفعهم خطوات إلى الأمام، على أساس أن الجيل الجديد هو الذي سيحدد مستقبل فنوننا التشكيلية، ومن الضروري أن تمنح جوائز تشجيعية، لمن يؤكد مظاهر التفوق، في امتلاك تقنية اللون والخط والتشريح والقيم الجمالية .. والمعرض متنوع في مواضيعه وتقنياته وأساليبه، ويطرح في سياق تجارب الصغار مواصفات تعبيرية فيها الكثير من الاختصار والتحوير والعناصر القريبة من مشاعر الأطفال وفنونهم، التي تركت تأثيرات واضحة على بعض توجهات فنون القرن العشرين، ولاسيما بعض لوحات بابلو بيكاسو.
واللافت أن معظم المشاركين والمشاركات يركزون لإضفاء المزيد من العفوية، في سياق تقديم لوحات فنية صادقة، متفاعلة في أحيان كثيرة مع أشكال الواقع من عناصر طبيعية وإنسانية وحيوانية ونباتية، مروراً ببروز مظاهر الأجواء الطفولية، بحركاتها المتنوعة.
وهنا تكمن أهمية هذه التظاهرة التشكيلية، كونها تفسح المجال لاكتشاف مواهب فنية جديدة، لديها هاجس الشغف والمثابرة في خطوات رسم العناصر والمشاهد بعفوية وإحساس تلقائي على الصعيدين التكويني والتلويني .. وحين يتم الاهتمام بعرض لوحات لأسماء جديدة، فهذا يعني المزيد من الرعاية للمواهب والبراعم المتفتحة، والعمل المشترك يفتح باب الجدل والسجال ويؤدي إلى تبادل الخبرات والمواقف والأفكار والآراء.
وفي هذا المعرض، يقدمون خلاصة بحوثهم التقنية المستمدة من تطور لمساتهم العفوية، بتوجيهات منظمة المعرض والمشرفة على دوراتهم نسرين حماد، حيث نجد تنويعات في صياغة لوحات من كل المدارس الفنية، فهنا نجد أجواء تعبيرية وتكعيبية ورمزية وخيالية، مروراً بوجود غنائية الأنوار المتراقصة والشاعرية، والمتنقلة أيضاً على بعض الوجوه والعناصرالأخرى، مع التركيز على الألوان العفوية والتلقائية، بضربات متتابعة ومتجاورة ومشحونة بالأحاسيس وبالمشاعر الداخلية، وضمن صياغة فنية لها علاقة بالحرية التلوينية وبالإشراق الضوئي المحلي.
ولقد وجدنا العناصر اللونية الشرقية والإشارات التراثية والتاريخية في أعمال بعض العارضين، مع التركيز على الصعيد التقني، على اللوحة الورقية والقلمية.
تقول نسرين حماد منظمة المعرض والمشرفة على دورات الأطفال واليافعين بأنها: فنانة تشكيلية خريجة معهد أدهم اسماعيل اختصاص تصوير زيتي، وبأنها متخصصة في علم النفس وعلوم الطاقة اللونية، وحاصلة على دكتوراه في علم النفس، ومحاضرة ومدربة دولية في الاستشفاء والمعالجة في طاقة الألوان وأسلوب التعامل مع الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، وتضيف بأنها: حاصلة على شهادة فنان مهني من الاتحاد العام للحرفيين والحاضنة المركزية للفنون الحرفية التراثية السورية في فن النحاسيات والفسيفساء الزجاجي، وحاصلة على شهادة مدرب دولي في مجال الطاقة اللونية من ماليزيا، وبأن لها العديد من المشاركات في المعارض الفنية الجماعية، في محافظات سورية، وبأنها نظمت وأقامت عدة مهرجانات في دمشق وطرطوس، ولها العديد من المشاركات العربية في مصر ولبنان والعراق والمغرب وفلسطين والاردن واليمن، كما لها مشاركات دولية في ألمانيا واسبانيا .. ولقد أقامت أكثر من فعالية دولية للأطفال منها فعالية (معكم لي أثر) اشتركت فيها العديد من الدول، بدعم من منظمات إنسانية، وكان الهدف من الفعالية تسليط الضوء على أطفال الشوارع ومساعدتهم، وانتشالهم من التشرد والضياع.
ولقد درست الفن في العديد من المعاهد والمراكز في دمشق، وكان يشدها، فئات الأطفال .. وضمن مرسمها الخاص (مرسم ندى الورد) وتابعت تعليم الرسم بأسلوب سلس للأطفال ويتخلل الدروس بعض الشروحات عن المدارس الفنية وبداية الفن والتعرف على كل تقنية وطريقة استخدامها.
وقدمت مع طلابها جلسات رسم مباشر، في حاضنة دمر المركزية وضمن مهرجان سورية تاريخ وحضارات .. ولقد رسم الطلاب بعض اللوحات عن شخصيات من الحضارة السورية، وقدمت في معرضهم الأول العام الماضي في ثقافي العدوي.