أكثر من 12 عاماً والإرهاب الأميركي المتلون والمتعدد الأشكال بضرب الساحة السورية.
تدرجت مراحل الإرهاب الأميركي من حرب إعلامية للوصول إلى الفوضى كما حصل في ليبيا وبعض الدول العربية الأخرى مروراً بحرب إرهابية شرسة لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً.. وصولاً إلى الحرب الاقتصادية المتمثلة بحصار خانق وممارسة سياسة تجويعية بحق الشعب السوري الذي اختار الوقوف إلى جانب وطنه واختار عدم الانسياق وراء الفوضى الأميركية التي طالما سعت إليها أميركا.
كل أشكال الإرهاب الذي مارسته أميركا وحلفاؤها فشلت على أبواب دمشق بفضل الجيش العربي السوري الذي سطر ملاحم بطولية سيذكرها التاريخ طويلاً .. وشعب مقاوم وقف في خندق واحد إلى جانب جيشه.. و كل ذلك جاء من وعي شعبي بعدم الانسياق وراء مؤامرة خطيرة من أجل خلق حالة من عدم الاستقرار الدائم من أجل مصالح إسرائيل التي تعتقد أن أمنها لن يستقر طالما الدولة السورية قوية بشعبها وجيشها.
العقد الاجتماعي السوري مضروب به المثل من حيث التآلف والتعاون.. من هنا كان سعي واشنطن الدائم إلى محاولة فرط هذا العقد سواء بالحرب الإرهابية أم من خلال محاولتها بث الفوضى وخاصة بعد أن أيقنت أن سورية الموحدة والمتماسكة ستبقى شوكة في حلق المشاريع في المنطقة.
اليوم تعود أميركا من جديد بعد تنفيذ خطتها التجويعية وممارسة سياسة الحصار وسرقة الموارد من نفط وغاز وتدمير البنى التحتية ظناً منها أن هذه الحالة ستخلق حالة من الفوضى في الساحة السورية.
البعض الذي يمشي وراء المخطط الأميركي ممن مارسوا سياسة “التلون” والرمادية السلبية وتغلغلوا في الصفوف بانتظار أوامر غرفة العمليات الأميركية والإسرائيلية معتمدين على الضائقة المعيشية لن ينجحوا في مآربهم وحتى لو استخدموا وقود بعض المغرر بهم سواء عن علم أم جهل.
واشنطن تدرك تماماً أن مخططاتها هذه ستفشل كما فشلت غيرها من المخططات التي كانت أكثر خطورة إلا أنها ستبقى تحاول.. تماماً كما تفعل من خلال سياسة الكذب والنفاق التي تمارسها عبر منظمات الأمم المتحدة ومحاولة خلق اتهامات وتصديرها عبر منصات الأمم المتحدة لتزيد من حالة الضغط سواء على الداخل السوري أم على حلفائها.
اليوم المخطط الأميركي وأهم أركانه فصل سورية عن محيطها وخاصة مع العراق ولبنان بعد التقارب العربي المشهود بعد القمة العربية وفشل الضغوط الأميركية والصهيونية لمنع هذا التقارب.. وبالتوازي العمل على خلق حالة من الفوضى في الداخل لتمرير مخططها الخبيث.
سورية قيادة وشعباً تدرك حقيقة هذه المخططات ولن تسمح لها بالمرور وخاصة بعد كل هذه التضحيات التي قدمت من أجل بقائها واحدة موحدة.
و كما قلنا: هم يخططون ويراهنون على الفوضى.. ونحن نراهن على الوعي السوري الجمعي الذي أثبت أنه متماسك ولا يمكن اختراقه تحت أي من المسميات مهما تلونت ومهما تعددت مشاريع الإرهاب الأميركي وتلونت مسمياته.
شعبان أحمد