ليس حال سلتنا خيراً من كرتنا،فالهزات الارتدادية التي تصيب الأخيرة،لاتقل ضراوة عن تلك التي تسببها منتخباتنا السلوية،على الرغم من الايحاءات،أو لنقل الثقة التي يتمتع بها اتحاد كرة السلة،من القيادة الرياضية،والأريحية التي يعمل بموجبها،ومن دون محاسبة ولامتابعة،الأمرالذي لايتاح لاتحاد كرة القدم.
مازالت حلولنا الرياضية تفتقد للموضوعية،والاستراتيجيات تفتقر للشفافية والعمق،ومازلنا ننجرف وراء أي إشراقة أو طفرة،ونحسبها انجازاً،يمكن البناء عليه في تقوية جسور الثقة بين القيادة الرياضية،وبين اتحادات الألعاب،ومازلنا نقيّم من خلال الأسماء والأشخاص،وليس من منظور العمل وأداء الواجبات.
أتيحت لمنتخبنا السلوي،أفضل الامكانات المتاحة،ليكون الرهان الرابح،في التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد باريس،العام القادم،لكنّه فشل،ليس في انتزاع بطاقة الترشيح فحسب،بل في لعب كرة سلة حقيقية،وبات جسراً لعبور المنافسين.. كان ثمة معسكرات ومشاركات خارجية،وبقيادة مدرب اسباني خبير،وبمساعدة مجنس،وبعض اللاعبين المغتربين،وكلّ ذلك لم يشفع لمنتخبنا السلوي! يتبادر للذهن سؤال عن مكمن الخلل،وجملة الأسباب،ويحلو للبعض توجيه أصابع الاتهام إلى رئيس وأعضاء اتحاد السلة،على خلفية تصفية حسابات شخصية،أكثر منها،مناقشة أين أخطؤوا؟ وأين أصابوا؟، ويرى بعض آخر،أن المشكلة في المدرب وكادره الفني،الذي عجز عن إدارة دفة المنتخب وحل مشكلاته الفنية،وسد ثغراته،وللبعض الأخير وجهة نظر،أن اللاعب المجنس،كان عبئاً على المنتخب،وكذلك كان اللاعبون المغتربون،الذين لم تكن لديهم أي إضافة،ويمكن القول :إن هذه الأسباب كلها منطقية ،لكنّها ليست أساسية،إنها أسباب مباشرة،تخفي خلفها الأسباب الحقيقية المتعلقة بضعف قاعدة اللعبة وهشاشتها،والحاجة الماسة لإعادة بناء اللعبة ابتداءً من القواعد،وهذا الأمر يتطلب الكثير من الصبر،والأكثر من الحكمة والتخطيط،بعيد المدى،وعدم الانجرار وراء الإشراقات الخادعة.