حين تعطلت “خرطوشة ترمبا” السيارة الأولى على أتستراد العدوي، وسارع “عامر” إلى استبدالها، بعدها مباشرة تبادلنا السيارات حيث كنا فريقين من أعضاء المكتب التنفيذي في اتحاد الصحفيين إضافة إلى الزملاء في اللجنة الرياضية.
تابعنا الرحلة ونحن كلنا حماسة للوصول إلى مدينة حلب، من أجل هدفين…
الأول: الاحتفاء بعيد الصحافة الذي يصادف (15) آب، والهدف الثاني توزيع الإعانات على المتضررين من الإعلاميين التي اجتهدت اللجنة الرياضية للحصول عليها من أجل ضحايا الزلزال الذي ضرب سورية في شهر شباط الماضي.
طوال الطريق والزميل إياد ناصر وهو يحدثني عن سعادته بالحصول على الإعانة وطبعاً بعد نقاشات طويلة مع السيد جياني ميرلو رئيس الصحافة الرياضية الدولية، الذي تفاعل مع الحدث وبالفعل أرسل المبلغ.
ونحن في خضم الأحاديث مع (غسان شما ودانا عواد) وبعد أن ابتعدنا مسافة لا بأس بها واقتربنا من مشارف حماة، إذ بزميلنا أسامة شحادة يتصل بنا ليخبرنا أسوأ خبر في تلك اللحظة، لقد تعطلت السيارة الثانية، بينما كان يقودها زميلنا خالد شويكي.
تحت درجة حرارة (49) ودون وجود أي مكان للاحتماء، كنا في مكان يشبه الصحراء وفي انتظار قاس، حاولنا أن يكون خفيف الوطأة من خلال حكايا (رفيق الكفيري- محمد العرسال…)
زميلنا “إياد ناصر”وبلهجته المحببة اعتبر أن ما نعيشه بعد تعطل السيارتين على طريق دمشق-حلب، يشبه حال الصحفي من معاناة وتعب.
عانينا بعض الوقت من مخاوف عطل ثالث ونحن في طريقنا إلى حماة لينضم إلينا “عبد الله الشيخ” استقبلناه بفرح طفولي ونحن نتذوق حلاوة الجبن الحموية، بينما نتطلع إلى النواعير متمنين لو أن المياه تغمرها وتدور لتنثر رذاذاً لطالما في زيارات تنعشنا وتجعل المشهد مشعاً.
لا يبدو أن انتظار “مريم صالحة” قد طال، بمجرد دخولنا إلى الفندق، والتقينا، حتى بدا أن كل شيء قد اكتمل من أجل احتفال يوم غد.
بعض الأوقات تصبح مميزة لا بمناسباتها أو اعتياديتها بل بتلك الأرواح التي تتلاقى وتترافق على درب قصير، ومن ثم تكمل رحلتها بمتعة وروح محبة، حتى تصل إلى فعل مغاير يجعل لهدفها معنى متجدد.