الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
رحل جسداً لكنه ترك خلفه ذكراً لا يزول، فقد سطر التاريخ اسمه بأحرف من نور إنه الباحث وعالم الآثار العربي السوري خالد الأسعد، بمناسبة الذكرى الثامنة لرحيله أعدت الجمعية العلمية التاريخية في حمص بالتعاون مع مطرانية السريان الكاثوليك ندوة ثقافية بعنوان ” نخيل تدمر لا ينحني” شارك فيها كل من الدكتور علي صقر أحمد والمفكر السياسي يزيد جرجوس ونجل الراحل محمد خالد أسعد وأدارت الندوة الدكتورة فيروز يوسف.
أدخل في مشاركته نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة البعث الدكتور علي صقر أحمد بعض الكلمات الأرامية التدمرية، وتحدث عن عمق العلاقة مع الراحل، وعن غوصه في الموروث الثقافي التدمري، والقيمة التاريخية التي تركها الراحل في نفوس محبيه مؤكداً بأن خالد لم يكن ينتمي لعائلة بعينها بقدر ما كان ينتمي إلى سورية الأم، ودراسته للتاريخ جعلته عاشقاً لآثار سورية وبالأخص تدمر، مربى طفولته.
وعزى سبب إنهاء حياة الأسعد لليهود، بسبب قيامه بترجمة كتاب عن أسرار اليهود وفضائح التلمود ووصايا الحاخامات السرية، فأهدى الدكتور أحمد لروح الراحل قصيدة باللغة الأرامية لمعرفته بعشق الراحل فك الرموز..
أما ابن الراحل محمد خالد الأسعد فامتزجت مشاركته بالعبرات والتأثر، شارك بالندوة لإحياء ذكرى الشهيد الراحل الذي قدم روحه قرباناً لحماية التراث الثقافي العالمي المجسد بتدمر، تناول خلالها حياة الشهيد ومسيرته من بدايته حتى لحظة رفضه الخروج من تدمر لأنه كان يؤمن بأن تدمر تستحق الاهتمام وتقديم الروح لأجلها، وكيف قدم حياته ثمناً لمبادئه، رافضاً تسليم أعداء الإنسانية أي سرّ من أسرار معشوقته تدمر وأي أثر من تاريخ تدمر.
واختتم الكاتب السياسي يزيد جرجوس الندوة بوصف جريمة قتل الراحل بأنها نوع من التطرف، وتحدث عن التطرف وأسبابه، وما هو الدور السياسي ليصبح الفرد متطرفاً وكيف يمكننا مواجهة التطرف، وما تعرضت له منطقتنا من حروب وتآمر..
وأكد بأن الراحل اغتيل بسبب رمزيته العلمية والوطنية والإنسانية، فلم يكن عدواً لأحد ولكنه اغتيل بيد الغدر والخيانة، التي استُخدمت عبر التاريخ كسلاح للسياسة.
والتطرف في سورية هو حكرٌ على جهة أو جماعة، والتطرف: المغالاه في تبني فكرة عقيدة ايديولوجيا دين أو مذهب، يصل لرفض كل ما عداه والاستعداد للدفاع عنه بأسلوب عنيف وإلغاء الآخر، وبأنه الشخص الذي يبدي استعداداً للدفاع عن فكرته بالعنف…
أدارت الجلسة رئيسة الجمعية العلمية التاريخية فرع حمص الدكتور فيروز اليوسف أشارت في مشاركتها لقيام الجمعية التاريخية بإحياء ذكرى الراحل للسنة الثالثة على التوالي ولقيام إيطاليا بإنشاء متحف للراحل الأسعد تخليداً لذكراه ولما قدمه للحضارة ولآثار سورية، وعرَف أهالي تدمر منذ القديم أعمدة الأغورا والكلارنيدو التي كان يوضع عليها العظماء والمشاهير ممن قدموا شيئاً للمجتمع التدمري، فالأجدر بنا في هذا العصر بعد البسالة التي قدمها الشيخ الجليل خالد الأسعد البالغ الثمانين من عمره وعدم تركه لمعشوقته تدمر برغم الإجرام والتعذيب الذي تعرض له قبل استشهاده فهو رمز من الضروري تكريمه..
أخيراً حضر الندوة جمهور من المهتمين وأعضاء الجمعية وروادها، وشخصيات دينية واجتماعية.