الثورة _ ديب علي حسن:
الشاعر والمفكر العربي السوري أدونيس قارة بل عالم بكامله من الطاقة الإبداعية المتجددة التي لا تخبو وهو على عكس الكثير من الشعراء والمبدعين الذين كلما تقدموا بالعمر خبا وهج الحداثة والتجديد عندهم.
في الظاهرة «الأدونيسية» الأمر مختلف تماماً.. مازال مذ بدأ رحلته الإبداعية ينشر عبق التجديد ويطلق نار إبداعه على الحامد اليابس.. المتحرك عنده هو الحياة والثابت الموت الذي يعني الاندثار..
في مقدمة كتابه ( مقدمة للشعر العربي ) يعبر عن ذلك في قراءته لإبداع المتنبي وأبي تمام وأبي نواس.
وعلى هذا المنوال كتابه المهم زمن الشعر.
في كل ما قدمه تتقد اللغة وتمضي نحو غسل أدران الاستعمال اليومي، أدونيس كظاهرة شعرية ونقدية وقد تجاوز التسعين من عمره سيبقى موضع نقاش ودراسات في شعره وآرائه النقدية إلى زمن طويل.
ثمة من يراه الشاعر الرائي الذي شق طريقاً مختلفاً وخاصاً به ..وثمة آخر يرى أنه منظر أكثر منه شاعر.
وهنا الخصب الحقيقي في الظاهرة الإندونيسية التي تزداد ثراء كل يوم ولاسيما أن صاحبها يستوعب ويعيد صياغة كل الثقافات والأنهار والروافد، والروابط التي شرب منها وأعطت نهره الخالد ماءه العذب السلسبيل.
ومن هذه الدراسات التي صدرت مؤخراً عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق، ضمن سلسلة الدراسات من إصدارات اتحاد الكتاب العرب في دمشق صدر كتاب جديد للأديبة رجاء كامل شاهين حمل عنوان: «أدونيس وهج الحداثة الشعرية».
تهدف هذه الدراسة إلى أن تكون تنويراً لحقبة زمنية أدبية تمتد حتى أيامنا هذه، أي من جيل الرواد حتى هذا الجيل، وأن تكون رؤية وسجلاً نقدياً لثيمات الشعر الحديث، بخاصة القصيدة أو النص الأدونيسي الذي لايزال في الميدان، فأدونيس مازال يكتب ويراجع أعماله وتنظيراته، ومازال يطلع إلينا بتنظيرات جديدة.
أدونيس وهج الحداثة الشعرية
وقد صدر ضمن سلسلة الدراسات من إصدارات اتحاد الكتاب العرب في دمشق، وهو من تأليف رجاء كامل شاهين.
تهدف هذه الدراسة إلى أن تكون تنويراً لحقبة زمنية أدبية تمتد حتى أيامنا هذه، أي من جيل الرواد حتى هذا الجيل، وأن تكون رؤية وسجلاً نقدياً لثيمات الشعر الحديث، بخاصة القصيدة أو النص الأدونيسي الذي لا يزال في الميدان، فأدونيس مازال يكتب ويراجع أعماله وتنظيراته، ومازال يطلع إلينا بتنظيرات جديدة.
ترى المؤلفة أن أدونيس حشد كامل في رجل من منطلق متعدد المشارب الثقافية التي غرف منها مفكرنا زاده المعرفي وأعاد إنتاجها بحلة جديدة سواء في في مجال الشعر أو الترجمة أو التنظير الأدبي أو الثقافي أو التاريخي ودعوته الدائمة إعادة إحياء التراث والثقافة العربية بقراءة جديدة.
لقد كسر أدونيس كما تقول المؤلفة.. كسر الوعي العائلي والقبلي والمذهبي، وانطلق مبكراً لمعانقة المتعاليات المعرفية متخذاً رمزاً كبيراً، وهو لقب الإله أدونيس الذي تتجدد به دورة الطبيعة والفصول وذلك من خلال انبعاثه الدائم في الربيع.
صدر الكتاب عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق ويقع ٢٣٢ صفحة، وهو قراءة حفرية ومعرفية وجمالية ونقدية في شعر وفكر أدونيس ومناقشة لبعض الآراء التي تناولت تجربة أدونيس الإبداعية.
ومن الكتب المهمة التي صدرت عن أدونيس في دمشق عن دار التكوين نشير إلى كتاب»أدونيس سوريالياً»، وهو من تأليف: حاتم التليلي محمودي
إنّ رؤية أدونيس التّجاوزية هي التي أثارت أكثر من إشكال حول تجربته الشعرية، لذلك فإن المسألة النظرية تظل دائماً منطلق العبور إلى منجزه النصّي بعيداً عن التقييمات الذّاتية والمسّلمات الجاهزة التي تستعجل أحكاماً مسبّقة، كثيراً ما وقع فيها عديد النقّاد نظراً إلى تأثّرهم بطبيعة الثّقافة السّائدة، وهي في مجملها ثقافة تنشدُّ إلى سلطوية الماضي والموروث، وتنظر إلى مفهوم الكتابة النقدية على أساس أنّها تعالج المنجز النصّي انطلاقاً من مدى وفائه لروح النّموذج، لا من حيث بعده الإبداعي، وهو ماحتّم عليه التحرّك في مناخ الصّراع، أي أن نكتب لنهزم الآخر، وأن نكتب لتصبح الكتابة ضرباً من الأسلحة تبيح وتحرّم وتمدح وتهجو.
بيّن نبوة جبران ورؤيا رامبو كانت إقامة أدونيس الشعرية، ومن ثورية ماياكوفسكي إلى ميولات أندريه بريتون التروتسكية تم تنشيط اضطرابه السياسي، أما غنوصيته المحفوفة بغير قليل من السلوك الوثني فقد نبتت من رحم البحث عن المشترك بين الصوفية والسوريالية. لذلك فإن مسألة العبور إلى منجزه النصي تظل أشبه بالمشي بين فخاخ ملغومة، إذ كثيراً ما أفصحت أعماله الإبداعية عن كونها طريدة الكتابة الآلية وما يعادلها صوفياً بالشطح، فبدت لا نظامية، لا اللغة في حضرتها تستأنس ولا المعنى يروّض.