تعرت شجرة التوت من أوراقها لكثرة من خصفوها عريت لكنها لم تستر عوراتهم.. لوخصفت أشجار العالم ستظل عوراتهم ظاهرة للعيان.. تراهم ملؤوا أفواههم بالكثير منها أصبحوا بكماً.. فقئت عيونهم وما عادوا يرون ما يحدث في غزة..
قالت لي العجوز سأشتري كل علب المكياج من الأسواق وأثواب الرقص العارية وأهديها لكل حكام العالم الذين تخلوا عن غزة، فالحانات والملاهي الليلية مقاعدها أكثر طراوة من مقاعد الحكم لمن لا يستطيع اتخاذ موقف وأهله يذبحون أمامه.
قالتها غولدا مائير إنها لا تخشى على الكيان إلا إن استيقظ العرب، لذلك أكثروا لهم السكر..
المقاومة مستيقظة دوماً لكنها فتحت فوهة نارها على أعدائها في السابع من تشرين 2023 كانت تلك هي حرب الساعة، حيث أظهرت هشاشة الكيان الصهيوني.. أما ما يحدث الآن في غزة فهو جرائم موصوفة، لا علاقة لها بالحروب، والشاهد عليها شوارع العالم وأصوات الأشراف التي تنادي أعيدوا للكيان صفة العنصرية بعد شطب قرار إدانته على أنه نظام ديموقراطي. حقيقة إن بوصلة العالم عادت للواجهة الحقيقية لتفتحَ العيون على ما غفلت عنه زمناً.. إنه المحتل الغاصب لأرض لا يملكها وما يمارس من جرائم امتدت ما بين القرن العشرين و الحادي والعشرين..
دعا البعض ما حدث بأنه ثورة الوعي.. عن أي وعي تتحدثون.. عن وعي مشاهد الموت الجماعي والدفن الجماعي وآلاف الأكفان التي وصلت مع قويفلات الإغاثة.. أم عن وعي شباب العالم الذي يملأ شوارع بلاده مندداً بجرائم العدو الصهيوني، وأصواته تطالب بحق الشعب الفلسطيني على أرضه..
حسبنا الله ونعم الوكيل. أين الهيومن رايتس وأين اليونيسيف ومنظمة العدل الدولية كيف تغمض جفونكم وكيف تستطيبون النوم وصور الأطفال الشهداء تنطق بأي ذنب نقتل.؟؟
يمعن النتن ياهو في القتل والتدمير، وحاولت عصابات الكيان اجتياح غزة والمقاومة الباسلة تمنعهم وتفشل محاولاتهم، وتيرة التعنيف الإعلامي الأميركي تنخفض، لكن التعتيم على خسائر العدو تفرش مروحتها، بعض الصحف الأميركية لم تعد تلتزم الصمت أمام الموت، الذي تقشعر له الأبدان ويدمي القلوب قبل العيون.
بايدن والرؤساء الغربيون يفقدون أرصدتهم الشعبية ومؤيدوهم، وشوارعهم لم تخلوا من المظاهرات المنددة بالصهيونية، صارخة بوجه الكيان وحكامه القتلة، رغم تقاطرهم لدعم حكومة الكيان، وما زال بلينكن يعتزم زيارته الثالثة لهم، وبايدن يقول لا بد من تدفق المساعدات لغزة، والمعابر مغلقة بأمر النتن ياهو.