متر من البيت ومتر من الرصيف

أجمل شيء بمخالفات “المتنفذين ” الأسماء التي تطلق عليها مثل ” BIG 5 ”  آخر ضحايا الهدم  أو “STars ”  بينما مخالفات الفقراء فيطلق عليها تسميات  فلافل الحمصي وبقالية الحمومي وفروج الجبلاوي، ومتة الطرطوسي الطبيعية المعبأة يدويا.. ولكم طبعا أن تتخيلوا الفرق بين مخالفات الفقراء ومخالفات “المتنفذين”، فمخالفات الفقراء تقع في المناطق الشعبية بمساحة متر  عالرصيف ومتر من البيت ، أما مخالفات “المتنفذين” فهي بمساحات كبيرة وفي الأحياء الراقية وفي قلب البلد ، والأحلى في الأمر أن ابن الضيعة عندما يتصل بأهله يعتذر عن عدم السفر لصعوبة إغلاق المحل وخوفه من سرقة “الشغيلة”، أما “المتنفذ” فيقول والله فتحنا شغل صغير “بدنا نعيش فتحنا شغل زغير ومعي شركات”.
والسؤال كيف كشفت الجهات المعنية المتر على رصيف المناطق العشوائية ولم تر مولات ومتنزهات وقصورا اقتطعت من الحدائق  والأملاك والمرافق العامة؟
أكيد لا أحد يدافع عن المخالفات ولا أحد يبرر لبقائها ، ولكن بالمنطق وبحسابات الربح والخسارة والحكمة والحماقة، أليس من الأفضل إن لم يكن الأمر يضر بالآخرين وهو بمنطقهم لا يضر طالما لم يشاهدوها من قبل؟ أليس  من الأفضل  إبقاء هذه المخالفات التي توفر البعض منها  عددا كبيرا من  فرص العمل ، أليس من الأفضل  مخالفتها بمبالغ كبيرة وتنفيذ مشاريع خدمية للمنطقة التي توجد فيها المخالفة ؟ مثل خدمات الإنارة، تنظيف وتجميل وخدمات كثيرة تحتاجها جميع المناطق ؟
كل بناء مخالف احتاج مئات الأطنان من الإسمنت الذي نحصل عليه بالقطارة وأدى تصنيعه إلى تلوث البيئة وحرم الناس من الكهرباء ،فلماذا لا نحسب بمنطق الربح والخسارة؟
السؤال الأكبر كيف بنيت هذه المخالفات ومن المسؤول عن ذلك ومن كان خلفه ؟ والسؤال أيضا ألم نستطع تعديل القوانين واختصارها بنص يلغي كل ما سبق من قوانين وتعاميم وقرارات تتيح للبعض النفوذ منها او الوقوع في  أخطاء التفسير ، أو نسب المخالفة لفترة زمنية كان القانون يتعامل معها بطريقة مختلفة وكل من في محيط المدن يعرف بموضوع بناء غرف و”تعتيقها “.
طالما المخالفة موجودة لا يهم لأي فترة زمنية تنتمي ، إن لم تكن تضر وفق رؤية لجنة تمثل كل الأطراف(أهل المنطقة ، المرور ،الفنون الجميلة ، أصحاب الشأن…) فما الذي يمنع تسوية وضعها وتحقيق إيراد للخزينة وتجميل المنطقة بدل التخريب والهدم وإلحاق الأذى النفسي ببعض الممولين الذين تم غشهم من قبل متنفذين وفاسدين وشركاء بالحصة لا بالتمويل.

معد عيسى

آخر الأخبار
الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا  أزمات فنية وتقنية في أجهزة  "وطني" السويداء ... والكوادر تطالب بتدخل عاجل من "الصحة"   لقاء اتحادي التجارة السورية والخليجية..  الشرقي: سوريا تمتلك فرصاً استثمارية واعدة   دعماً لاستقرارهم.. مشروع لإعادة تأهيل مساكن الأطباء بحلب  ورشة عمل مشتركة بين وفدي دمشق وريفها وأمانة عمّان لتعزيز التعاون  تدابير احترازية في اللاذقية لتلافي أخطار الحرائق   فرص التصدير إلى الأردن على طاولة غرفة صناعة دمشق    الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري  "النقل": تطوير المنظومة بما يتوافق واحتياجات المواطنين     مبادرات للتعاون المشترك بين التعليم العالي ومعهد "BACT" في دبي      شركات رائدة تفتح آفاق الشباب في "ملتقى مهنتي المستقبلية" "للأونروا" د. سليمان لـ "الثورة": الإصلاح الصحي بتمكين الأطباء الموجودين علمياً عيون ترقب أولويات وضمانات الاستثمار ..هل تكون سوريا القبلة الأولى ؟ بمشاركة 100علامة تجارية.. مهرجان النصر ينطلق غداً في الكسوة    الأطفال أكثر إصابة.... موجة إسهال تجتاح مدينة حلب الامتحانات تطفئ الشبكة .. بين حماية النزاهة و" العقاب الرقمي الجماعي " ! خطر صامت يهدد المحاصيل والماشية.. حملة لمكافحة "الباذنجان البري" بحلب  التحول الرقمي ضرورة لزيادة إنتاجية المؤسسات