تزداد أزمة المواصلات تعقيداً يوماً بعد يوم في دمشق وريفها وخاصة في منطقة صحنايا وأشرفيتها ولا يزال المشهد يتكرر يوميا مع مئات الناس ومن مختلف الأعمار .. معاناة وحالة من القهر يشعرها هؤلاء نتيجة الانتظار الطويل في الطرقات لأجل أن يصلوا إلى أعمالهم وجامعاتهم ومدارسهم في دمشق أو العودة إلى منازلهم.. ينتظر العمال والموظفون والطلاب أكثر من ساعة ليحظوا بمكان في وسيلة نقل يعمل سائقها على استغلالهم وسط عبارات اعتاد السائقين على تكررها أمام المواطنين .. (من لا يعجبه ينزل من السرفيس أو الباص).
أمام هذه المسلسل اليومي لا نجد أي حلول تذكر من قبل المعنيين .. بل هناك استفسارات عديدة تدخل برسم الإجابة عنها .. وخاصة عندما نعود لتصريح عضو مكتب تنفيذي في محافظة ريف دمشق قال فيه منذ عدة أشهر أن هناك أكثر من 200 سرفيس مسجل لديهم، إضافة لـ 16 سرفيساً آخر مفرزاً من خطوط المناطق التي توقفت عن العمل… وهناك 20 باصاً من شركات النقل الداخلي و10 باصات من شركة النقل الأوائل..إذا نحن أمام قضية كبيرة من الفساد ألا وهي أين تذهب وسائط النقل هذه المسجلة لدى محافظة الريف ولماذا تغيب عن العمل وخاصة في وقت الذروة… وأين هذه الكم الكبير من باصات النقل الداخلي إذ ينتظر المواطن ساعات ليحظى بباص نقل كبير يطل من بعيد.
هناك قصة أخرى تتعلق بعرقلة أي حل يخدم المواطن وهي المخالفات التي يرتكبها مراقبو الخطوط وخاصة في منطقة البرامكة .. إذا يكون هناك عدة باصات نقل داخلي مصفوفة تنتظر دورها في حين يعمل مراقبو الخطوط على تأخيرها بشكل مقصود حتى ينتهي الباص الموجود من تحميل عشرات الركاب بوضعية الوقوف بشكل مخالف لكل قواعد النقل والسير وحتى الإنسانية. وفي كثير من الأحوال يترك مراقبو الخطوط الباصات مصفوفة دون أن تعمل حتى تنتهي بعض سيارات الأجرة من اقتناص الفرصة وإجبار الركاب على الصعود معهم بمبالغ كبيرة جداً خارج أمام أعين المراقبين.
لا ينتهي مسلسل معاناة الناس مع النقل عند هذا الحد … فهناك استفسار كبير برسم محافظة الريف وهو من المستفيد من إلغاء خط سرفيس (برامكة – صحنايا) وجعله في نهر عيشة فقط مع أن الناس جميع أعمالها تبدأ من البرامكة وليس من نهر عيشة .. الأمر الذي يخلق المزيد من التعقيد والمعاناة في حياة الناس بشكل يومي. وخاصة أن 90% من ركاب صحنايا هم يذهبون إلى البرامكة أصلاً .. ولكنهم مع هذه القرارات العشوائية هم مضطرون للنزول في نهر عيشة ومن بعدها الانتظار مرة ثانية والصعود في باص كبير للوصول إلى البرامكة .. لماذا تتبع المحافظة هذه الدوامة المعقدة والتي اخترعتها في السنوات الأخيرة لصالح بعض المنتفعين … وأين المراقبة أمام هذا الاستغلال الكبير في التسعيرة التي يطلبها أصحاب السرافيس وسيارات الأجرة والتي تضع في الصباح تسعيرة وفي الظهيرة تسعيرة أعلى بحجة الازدحام وبعد العاشرة مساء تسعيرة أعلى بأكثر من تسعيرة الظهيرة بحجة لم يعد هناك مواصلات.