وحشية الاحتلال الإسرائيلي في استهداف غزة وأهلها، لم تقتصر على المجازر التي ارتكبت بل في استهداف المستشفيات والمدارس والأفران وكل مناحي الحياة، إلى جانب الأبنية والمنازل.. ولم تستثن أيضاً عين الحقيقة باستهداف الصحفيين والإعلاميين بتهمة المشاركة في عمليات المقاومة، كما اتهمت الأطباء والمستشفيات بدعم المقاومة عندما داهمت قوات الاحتلال عدداً منها بحثاً عن المقاومين، وهل هناك من طرق تصل هذه المجمعات الصحية بطرق المقاومين وأنفاقهم وغرف عملياتهم، لكن محاولات العدو باءت بالفشل ولم تفلح إدعاءاتهم في إثباتها على أرض الواقع.
وكانت الأسابيع الأخيرة من العدوان شاهدة على سقوط العديد من الشهداء الإعلاميين الذين استهدفتهم قوات الاحتلال ولاحقتهم ولاحقت أسرهم في قطاع غزة إضافة إلى الصحفيين والإعلاميين في جنوب لبنان.. إلى جانب استهداف منشآت الاتصالات وتعمد الانقطاعات المتعاقبة لشبكات الإنترنت والهاتف، وتشديد الرقابة، الغاية منها فرض تعتيم إعلامي على غزة، حتى تمنع تصوير مشاهد الجرائم الإسرائيلية ونتائج العدوان الوحشي ونقلها للعالم وبالتالي كشف هول الجرائم الوحشية للاحتلال.
لقد أعطت قوات الاحتلال لنفسها الحق في ملاحقة الصحفيين الذين ينشرون جرائمها التي تقوم بها بحق أبناء غزة والفلسطينيين في كل فلسطين المحتلة في العالم بسرعة كبيرة نتيجة اهتمام الرأي العام العالمي، وذلك من خلال اختراع قوانين وإصدار قرارات جائرة تجرم من يقوم بنشر الحقائق حول العدوان الوحشي الإسرائيلي تحت مسميات كاذبة وخادعة، إضافة إلى إدعاءاتها بدعم المقاومة.
كل ذلك لتعطي قوات الاحتلال التبرير لنفسها في استهداف الصحفيين وملاحقتهم، وهو ما يعكس حالة الارتباك والضعف التي يعيشها كيان العدو جراء حالة السخط والرفض الشعبي العارم في العالم لعدوانه وجرائمه التي باتت محل تنديد واعتراض، وما وجده من مقاومة بطولية كبدته خسائر في العدد والعتاد.
الملفت في أن الصحفيين الذين استهدفهم العدو لم يكن أغلبهم ضحايا لعمليات إطلاق النار، بل كانوا أهدافاً، وذلك بناءً على أدلة الفيديو وشهادات الشهود، إذ جرى استهداف إحدى مركباتهم، التي تحمل علامة الصحافة، واستهدفوا وعائلاتهم في أماكن خارج نطاق العمل، ما يعني الاستهداف المبيت للصحفيين.
من أجل قطع الطريق على الصحافة بعدم نشر نتائج العدوان الإسرائيلي الوحشي وتغطية للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال، والتي تنقل بالإعلام لحظة بلحظة، ولم يعد العدو يستطيع إخفاءها كما كان يفعل بالسابق.
مسألة استهداف الصحفيين كنتيجة للعدوان الإسرائيلي في غزة وجنوب لبنان أصبحت قضية دولية ومحل اهتمام تتناولها الصحافة الأجنبية، لذلك من الأولى للصحافة العربية أن تركز عليها وتضعها ضمن اهتماماتها في فضح جرائم العدو وكشف ممارساته ضد الإنسانية.
السابق