بفوزه الصعب على منتخب كوريا الشمالية بهدف يتيم وبأداء غير مطمئن وبخسارته القاسية بعد ذلك بخمسة أهداف نظيفة أمام المنتخب الياباني في أول جولتين من التصفيات الٱسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم ٢٠٢٦ ولكأس آسيا ٢٠٢٧ فتح منتخبنا الوطني لكرة القدم مجالاً واسعاً للأصوات والآراء المتعددة والمختلفة، والتي اتفقت على ضرورة اتخاذ إجراءات إنقاذية من شأنها أن تصحح مسار المنتخب.
في الحقيقة إن أحداً لم يتحدث عن حلول مضمونة، لا بل إن الجميع ذهب للعموميات دون أن يتم التطرق للتفاصيل، كما أن البعض (وعددهم ليس بالقليل) حاول استثمار تعثر المنتخب لغايات شخصية بعيداً عن طرح الحلول التي يحتاجها المنتخب بشكل فعلي.
من حق كل شخص أن يدلي بدلوه تجاه المنتخب، وهذا الأمر لا خلاف عليه بغض النظر عن طبيعة الآراء ولكن لا يمكن السماح بالتعاطي مع شؤون المنتخب على أنها وسيلة لتغليب مصلحة هذا الطرف أو ذاك على المصلحة العامة لأن المنتخب الوطني شأنُ عام يتطلب منا التعاطي معه بكامل المسؤولية، والحديث هنا ليس عن متابعي المنتخب من جمهور وإعلام ولكن أيضاً عن أصحاب القرار الأكثر دراية بمواطن الخلل في المنتخب وكيفية تصحيح المسار دون أن نتجاهل الأهم الذي حققه رجال كرتنا بالفوز على كوريا الشمالية ودون أن ننسى وجود استحقاقات مهمة جداً خلال أسابيع.