بالعودة لموضوع المال الكروي وكونه الداعم الأهم لتطوير اللعبة، فإن الكثيرين اليوم يحاولون الإمساك بالحد الثاني للسيف، فنرى (جحا) الطفيلي على أصوله في كواليس الأندية وليس على مسارحها، ولكن لهذا الـ (جحا) ولو كان في الكواليس ذو تأثير كبير على أحداث المسرح بما أنه أتقن دور (الهمزة اللمزة) إتقاناً شديداً، ويمكنه أن يهمز بجعل مهمة مدرب متطور وموهوب شبه مستحيلة، أو يلمز بتجميد لاعب ممتاز وتفعيل لاعب فاشل.
(جحا) ليس رياضياً أصلاً ويدل على ذلك جسده البدين ذو الكرش الذي استنفد آخر ثقب في القشاط من جهة البكلة، والرياضة الوحيدة التي يتقنها ويفهمها هي (الجمباز) ولذلك كان لأصحاب الخبرة رأيهم فيه وأطلقوا عليه لقب (جمبازي) يبحث عن موائد الطعام ورنين الملاعق.
هكذا هي الحياة… يقول المثل الفرنسي الأشهر، حسب الاستنتاج الصوري يقولون هكذا هي الرياضة، لكن هذا ليس صحيحاً ولا صحياً، وقد تربينا منذ نعومة أظفارنا على أنه يجب التخلص من الطفيليات ودود البطن ولو اضطرنا لتجرع الخروع المر.
لسنا ضد أن يرزق الله أحداً من حيث لا يحتسب، لكننا ضد أن يكون المرزوق محتسباً وعالماً بل علامة بطرائق (الجمباز) ومرونة عارضاته البلاستيكية فيتلوى عليها كالزئبق وهو واثق من أمرين، أولهما أنه لن يتم الإمساك به فوق العارضة لأنه (جمبازي) في زمن الجمباز، والثاني أنه إذا وقع فسيجد أرضاً طرية لا تؤذيه، وهل كان (جحا) سيغامر أصلاً بالجمبزة لو لم يكن يعلم أن الأرض تحته أرض زريبة؟!.