رؤوس الشر!

لم ير التاريخ أكثر فجوراً وبذاءة من أميركا عندما تريد أن تركب موجة الإغاثة الإنسانية في غزة بعد أن رفدت العدو الصهيوني بأكثرالأسلحة فتكاً ليدمر القطاع المحاصر، ويهدم منازله فوق رؤوس أهله.
ولا نبالغ عندما نهيل عليها توصيفات قبح السلوك ووقاحة الاتجار بالدواعي الإنسانية، فأميركا التي تريد ارتداء لبوس الإغاثة في غزة هي من عارضت مراراً وقف العدوان الهمجي، وأرسلت آلاف القنابل المدمرة لتدمير قطاع غزة، وهذا الأمر أكدته صحيفة نيويورك تايمز “أن الدمار الذي حل بغزة يعود إلى القوة التدميرية للقنابل الأميركية التي استعملتها إسرائيل ضد الفلسطينيين”.
رغم فداحة الجرم المقترف ورغم دماء الضحايا التي تقطر من أيدي بايدن يريد تصدر المشهد الإنساني فوق المجازر وركام بيوت مازال الشهداء تحت أنقاضها معلناً إرسال ثلاث طائرات تحمل معدات طبية وخيماً إلى غزة، بعد أن أطفأت قنابله المدمرة النور في أحداق طفولة وأحالت أجسامها وأحلامها إلى أشلاء، فهل هناك دونية وانحطاط أخلاقي واستفزاز من اتجار أميركا بالدواعي الإنسانية في سوق المزاودات الرخيصة ؟.
كل يوم تتجسد المفارقات الصارخة بين ما تنادي به واشنطن من شعارات زائفة، وما تقترفه من أثام بحق الإنسانية، فكل السموم التي نفثتها الأفعى الصهيونية ووابل حمم الحقد والموت التي انهالت على الغزيين والبارود المتفجر الذي بتر أعضاء جرحاهم صناعة أميركية اختبرت “اسرائيل” فاعلية وحشيته في غزة.
لكن الصحوة التي أيقظت الضمير العالمي على اتساع خريطة الإنسانية بعد أن مُزقت في العدوان على غزة غشاوة التضليل التي لطالما فرضها العدو الإسرائيلي وحلفاء إرهابه لمنع إبصار الحقائق المؤلمة وتزييف الوقائع لإلباس المجرم الصهيوني القاتل ثوب الضحية، وأبصر العالم بعدها هول الفاجعة الدامية وأدرك حقيقة المظلومية التاريخية للشعب الفلسطيني.
وربما يستطيع الضغط الشعبي العالمي أن يعدل مسارات دول وأنظمة منقادة بحبال التبعية الأميركية والعودة لسكة الإنسانية الحقة والقانون والشرعية الدولية، ويسهم في تكريس عالم متعدد الأقطاب يقيم للإنسانية وزناً وقيمة سامية واعتباراً للحقوق السليبة الواجب والمشروع استردادها، بعيداً عن السطوة الأميركية ودائها الوحشي المستشري في الجسد العالمي منذ عقود.

آخر الأخبار
مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر  الشرع يخاطب السوريين من إدلب.. رمزية المكان ودلالة الزمان   فيدان: استقرار سوريا جزء من استقرار المنطقة  محافظ درعا يعد بتنفيذ خدمات خربة غزالة الاقتصاد السوري.. المتجدد زمن الإصلاح المالي انطلاق الماراثون البرمجي للصغار واليافعين في اللاذقية محليات دمشق تحتفي بإطلاق فندقين جديدين الثورة - سعاد زاهر: برعاية وزارة السياحة، شهدت العاصمة دم... السفير الفرنسي يزور قلعة حلب.. دبلوماسية التراث وإحياء الذاكرة الحضارية تحضيرات لحملة مكافحة الساد في مستشفى العيون بحلب 317 مدرسة في حمص بحاجة للترميم أردوغان: لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل سوريا  من العزلة الى الانفتاح .. العالم يرحب " بسوريا الجديدة" باراك: نتوقع تشكيل حكومة سورية شاملة قبل نهاية العام أهالي قرية جرماتي بريف القرداحة يعانون من انقطاع المياه "الأمم المتحدة" : مليون  سوري عادوا لبلادهم منذ سقوط النظام البائد  "إسرائيل " تواصل مجازرها في غزة.. وتحذيرات من ضم الضفة