الثورة – دمشق – رفاه الدروبي:
كرَّمت وزير الثقافة الدكتورة لبانة مشوح الفائزين بجائزة الدولة التقديرية للعام الحالي، شملت الدكتور خلف الجراد والأديب بيان الصفدي والفنانة نادين خوري، كما أشرفت عليها لجنة تحكيم مؤلفة من مدير الهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور نايف الياسين والدكتور وائل بركات والناقد سعد القاسم والكاتب حسن م يوسف.
وأشارت الدكتورة مشوح في تصريح للإعلاميين إلى أنَّ تقليد المكرمين الفائزين من قبل لجنة تحكيم أحدثت بمرسوم تشريعي رقم ١١لعام ٢٠١٢ بمنح جائزة مالية لرجال الفكر والأدب والفن، موضِّحةً بأنَّ الجائزة الأولى مُنِحت للكاتب بيان الصفدي في مجال الأدب باعتباره أديباً ومُفكِّراً وشاعراً يكتب للأطفال وله كتب ودواوين شعر كثيرة وباع طويل في مخاطبة فكر الطفولة بلغة فصيحة جذَّابة ما جعله مستحقاً لها.
كما أكَّدت الدكتورة مشوح أنَّ الجائزة الثانية كانت من نصيب الفنون، ومنحت للفنانة نادين خوري لأنَّها ممثِّلة يعشقها ويُقدِّرها الجميع لفنها وأصالتها وأخلاقها وسماتها السامية ونعتزُّ بها كفنانة عربية سورية، مُنوِّهةً بأنَّ الجائزة الثالثة خُصِّصت للدراسات والبحوث ومنحت للدكتور خلف الجراد كونه وطنياً بامتياز منفتحاً منفعلاً وفاعلاً بفكره ومثقفاً وله باع في التأليف والنشر وحتى في الإدارة.
وأوضحت أنَّ اللجنة اختارت الأسماء بالإجماع، ولم يخالف أو يتحفظ أحد منهم، والكل كان سعيداً بانتقاء مستحقٍّ فعلاً، مُشيرةً إلى أنَّ الجائزة أعطيت للكاتب بيان الصفدي المتخصص بأدب الأطفال وشاعرهم، مُعتبرةً مراحل الطفولة واليفاعة والشباب عتاد المستقبل، والوزارة بخطتها الإستراتيجية تولي عناية فائقة للشريحة العمرية لأنَّها الأمل في حمل الراية وتحصين الوطن وبنائه مستقبلاً.
وبيَّنت وزير الثقافة بأنَّ الجائزة تجسيد لتقدير الدولة وعنايتها بالمفكرين والأدباء والباحثين وتشجيعٌ لهم بالاستمرار في عطاءاتهم المختلفة بين فترة زمنية وأخرى بحسب الظروف، وخاصة لما يمرُّ به القطر بعد الحرب، والدولة مُصمِّمة على دعم الفكر والإبداع وفي أحلك الظروف ولن تتقاعس عن دورها.
كما أشار الدكتور خلف الجراد إلى أنَّ التكريم مرحلة من مراحل الحياة ومحطة من محطات مسيرة الإنسان، ويمكن ألَّا يكون الأفضل، لكنه مؤشر له، ربَّما يدفعه لمزيد من العطاء والإنتاج، وعبارة عن امتحان آخر يعطي للشخص ويطلب منه الاستمرار في العطاء والإبداع وعدم التوقف بمكان معين، لأنَّ الحياة عبارة عن مراحل ومحطات لا يمكن توقُّفها بجهة معينة حتى لو كُرِّم الإنسان أو فشل في نقطة أو تعثر؛ لكن لابدَّ من الاستمرار وإكمال المسيرة مهما اعترضت الأديب والباحث والكاتب من عقبات عندما يكون لديهم هدف، وأهميّته التعبير عن جميع مكوِّناته وطموحاته وآماله وطلباته وتحدياته التي لا تتوقف، والكتَّاب والباحثون والشعراء والمبدعون والفنانون عليهم أن يعكسوا ما يجري داخل المجتمع.
بينما أبدت الفنانة نادين خوري أهميَّة الجائزة واعتبرتها لفتة كريمة من وزارة الثقافة منوِّهةً بأنَّ الجائزة كبيرة أمام أساتذة كبار عاشوا حياتهم يُقدِّمون ثقافةً وفكراً وأدباً، مُبديةً عدم استغرابها لنيل الجائزة لأنَّ الوطن لا يبخل بالتكريم والجوائز، ولكنَّها غالية على قلبها وأرفع وأرقى تكريم حصلت عليه يُحمّلها مسؤولية كبيرة لما ستقدِّمه ويتوجَّب عليها الاجتهاد والبدء من جديد.
واعتبر الكاتب بيان الصفدي التكريم لفتة إنسانية جميلة جداً بعد رحلة طويلة من العمل الفكري والفني يعكس حالة حضارية واحتراماً لتجربة المبدع ودوره في خدمة بلده، ومثار اعتزاز وعرفان لمن يُقدِّرون الخطوات المميزة لحياة أي شعب، كما رأى بأنَّ وزارة الثقافة رائدة على مستوى عربي خَبِرَها من خلال متابعاته لوزارات الوطن العربي، خاتماً حديثه بأنَّها أعطت بالجانب الثقافي لتكون سورية في المقدمة في الجانب ذاته وتوَّجت لحالة رائعة في القطر.