الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
لا يقتصر تضليل الغرب على الجانب الإعلامي كما حدث مؤخراً في العدوان على غزة، وهو ليس وليد الآن، لطالما عشنا تضليلاً كالذي عشناه مؤخراً من قلب للحقائق ورفع راية الباطل، من خلال الفكر والفن.
ولكن الأخطر بالتأكيد هو البعد الإعلامي وخاصة مع تضاعف عدد المواد الإعلامية التي تضخ بشكل متسارع، ولكن الغريب أن التضليل الإعلامي هذه المرة ترافق ونحن نعيش أفظع المجازر بحق أهل غزة، مع مشاهد حية تبث على مدار الساعة، وفيها تحاول القنوات الإعلامية الغربية المنحازة تبني الرواية الإسرائيلية والتغطية على الحقائق.
أكثر ما برز الانحياز في الإعلام الأميركي من خلال تناوله الحرب وكأنها من طرف واحد لتركز التغطيات في القنوات الأميركية مثل «cnn» على المراسلين الموجودين في الكيان الصهيوني، مع تغييب كامل لأي مراسل في غزة.
ولم يكتف الغرب بالتغطية على حرب الإبادة التي كانت تشنها إسرائيل على أهلنا في غزة، بل تجاهلت استهداف الصحفيين مع ذويهم لإسكات أي صوت ينطق بالحقيقة.
في مواجهة هذه التغطية الاعلامية الأميركية والغربية، الهادفة إلى إسكات صوت الحق برزت أصوات ثقافية خارج السرب المتصهين رفضت الاستكانة للتزوير، فحتى في الولايات المتحدة نفسها وخلال إقامة حفل لمنح جوائز الكتاب الوطني، انتهز اثنا عشر فائزاً، فرصة التغطية الإعلامية، لإبداء معارضتهم المآسي التي عانت منها غزة.
كما قدمت آن بوير الشاعرة الأميركية الحائزة جائزة بوليتزر ورئيسة قسم الشعر في نيويورك تايمز استقالتها اعتراضاً على حرب الإبادة التي تشنها «إسرائيل» على غزة بدعم أميركي.
بعض ما جاء في استقالتها «إنها ليست حرب صواريخ وغزو برّي. إنّه اجتياح مستمرّ لشعب فلسطين، الشعب الذي قاوم طوال عقود من الاحتلال، من التهجير القسري، من أشكال الحرمان، من التكبيل، من الحصار، من الاعتقال والتعذيب…»
لا شك أن هذا الرفض الفكري شعر بفداحة ما تعيشه غزة، فلم يستطع حتى القابعون هناك أن يتأقلموا مع فظائع غزة في بلد كلما هدأ فتيل حرب قامت بإشعاله في مكان آخر.
العدد 1170 – 5 -12 -2023