الثورة – حمص – سهلية إسماعيل:
عُرضت مساء أمس على مسرح دار الثقافة بحمص مسرحية “الشراع” من تأليف وإخراج سحاب جحجاح، وبالتعاون بين مديرية ثقافة حمص ومؤسسة “صباء بيت الفن والأدب” ومؤسسة “جفرا” للإغاثة والتنمية الشبابية بحمص.
تجسد المسرحية معاناة الشعب الفلسطيني عبر تاريخه النضالي, أداها 27 شاباً وشابة من الموهوبين, وانطلقت الفكرة حسب ما صرحت المؤلفة جحجاح لـ “الثورة” من مؤسسة صباء بيت الفن والأدب في دمشق لدعم المواهب الشابة من خلال تقديم مسرح هادف، وقد اعتمدت على الخطف خلفاً، خلال العرض للإشارة إلى أن المقاومة ليست وليدة اللحظة الراهنة, وعملية طوفان الأقصى هي امتداد لعدة انتفاضات وحركات سابقة.
وقالت: استخدمت في بداية العرض خيال الظل لأبين أن كل فعل يقوم به الاحتلال له رد فعل مقاوِم, وتقوم المسرحية على رصد معاناة أسرة فلسطينية من ويلات الحرب كما بقية العائلات, من خلال تجسيد شخصية أحمد الذي استشهد والده وأسرَ أخوه وأصيبت والدته بالرصاص المطاطي، ومع ذلك لم يستسلم عن مبادئه، ولم يبع منزله، بل خطط مع رفاقه للبدء بعملية “طوفان الأقصى” وبسرّية تامة خوفاً من كشفها وإفشالها, ففقد ابنته نغم قبل أن تعود من مدرستها جرّاء القصف الإسرائيلي المتوحش وقتل المدنيين في قطاع غزة، حيث اعتبرها الأب مهراً في سبيل الأقصى وانتصار المقاومة الفلسطينية, وكدلالة على استمرار المقاومة تنجب زوجة أحمد الحامل في الشهر التاسع غلاماً.
بالطبع استخدمت المخرجة الموسيقا التصويرية المؤثرة كمتمم لنجاح العمل المسرحي وكانت موفقة في توظيفها مع كل مشهد من مشاهد المسرحية.
بدورها عبرت الممثلة آية بسام شعبان، التي لعبت دور زوجة أحمد، عن سعادتها بالمشاركة في مسرحية الشراع, مشيرة إلى دور الأمهات الفلسطينيات اللواتي يفقدن أغلى ما يملكن، ومع ذلك يواصلن السير في درب المقاومة من خلال دعم أزواجهن وأولادهن دفاعاً عن الأرض والحقوق المغتصبة.
منسق مؤسسة “جفرا” بحمص الدكتور هشام حديد قال: إن مسرحية الشراع تجسد جزءاً من مقاومة الشعب الفلسطيني ووجعه على مدى سنوات طويلة لتعريف الأجيال الجديدة بقضية الشعب الفلسطيني، منوهاً بالدور الكبير للفن في خدمة القضية، سواء أكان شعراً أم مسرحاً أم لوحة معبرة، والدليل على ذلك تقييد حسابات كل من يشير إلى همجية الاحتلال على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل القائمين عليها والداعمين ضمناً للاحتلال الإسرائيلي.