غزة وحلف الفضول.. بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان

د. جورج جبور
على مدى ثلثي قرن كان حلف الفضول ظاهراً في حياة العرب، امتد ظهوره من أيام ما عرف بالجاهلية إلى العهد الأموي، خاض الحلف معاركه في المجال الاقتصادي، كما في مسألة الدفاع عن حقوق المرأة، وفي ساحة ممارسة المعارضة السياسية. ثم –  وعلى حد ما استطعت المتابعة – غاب فلم أشهد له أثراً في ممارساتنا عبر قرون طويلة. وعلي هنا إضافة تحفظ: لم يكتب لي حظ المتابعة الجادة في تاريخنا العربي الطويل سياسياً، وفي تاريخنا الثقافي الغني للتأكد من دقة القول بغياب حلف الفضول.
لن أعرف هنا بالحلف. أكتفي بوصف حداثي له. إنه أقدم منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان في التاريخ إلى أن يثبت العكس. يصح القول بأنه الجد الأعلى لمنظمات العفو الدولية وهيومان رايتس واتش.
أحضرت الحلف إلى ساحة حقوق الإنسان قبل أشهر من مؤتمر فيينا لتلك الحقوق  الذي عقد صيف 1993. كان ذلك عبر مقال في صخيفة “الثورة” الدمشقية أواخر كانون ثاني 1993. لم أنجح في إقناع المسؤولين بالإشارة إليه علناً إلا مرة واحدة.
كان ذلك في كلمة رئيس الوفد السوري إلى مؤتمر دربان لمناهضة العنصرية عام 2001. أما الأمم المتحدة فلم تلتفت إليه رغم مخاطباتي لها منذ 1994 إلا في أواخر عام 2007.
منذئذ انتهى الأمر على الصعيد الرسمي. أما على الصعيد غير الرسمي فقد كانت مساحة النجاح أوسع ولكن بقليل. كانت الذروة في جنادرية 1997 من خلال كلماتي التي تركت أثراً في كلمات الشخصية الجنادرية الأولى الشيخ عبد العزيز التويجري وفي مداخلة أمير سعودي في وزارة الخارجية. أعلاه سرد من ذاكرة ثمانيني وليس تقصياً في أوراق عن الحلف مكدسة في ملفات الثمانيني تنتظر من يخرجها إلى العلن.
وأحب هنا أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى هيئة عنيت بالحلف. كما سآتي على ذكر ظهور ملتبس للحلف من خلال هيئة ثانية. أولى الهيئتين “المنظمة العراقية لحقوق الإنسان”، ومقرها دمشق. لماذا؟ هي نشرت عام 1998، بمناسبة 50 عاماً على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كتاباتي عن الحلف، ومعها كتابات لغيري عن الحلف مقرونة بامتداح جهدي في التعريف به.
أما الهيئة الحلف مقرونة بجهدي في التعريف به. أما الهيئة الثانية فهي تلك التي أنشأتها دولة الإمارات العربية المتحدة وافتتحت مكتباً للحلف في الولايات المتحدة الأمريكية. ومعلوماتي عما تقوم به غامضة. لم تتصل بي إلا في البدايات حين سألتني كتابة مقال نشر في مجلة “تعايش”. هل لـ “تعايش” علاقة بفلسفة “الدين” الإبراهيمي الذي يولد – كما يقال- من رحم الاتفاقيات “الإبراهيمية” التطبيعية؟ لا أدري ولكنني لا أستبعد.
في كل حال ومهما يكن من أمر. بعد يومين يطل علينا اليوم العالمي لحقوق الإنسان. تركيز البيانات التي ستصدر في الوطن العربي سينصب أو ينبغي أن ينصب على إشهار الظلم الذي تتعرض له غزة ومعها كل فلسطين.
الظلم السادي الموقع من نتنياهو وعصابته أوضح من أن يتم تجاهله في البيانات عن حقوق الإنسان، عربية كانت أو دولية. أليس من النافع للعرب حضارياً – بل وسياسياً – أن يظهر “حلف الفضول” باهراً في تمسكه بإقامة العدل مقابل إيغال  إسرائيل وأميركا في إيقاع الظلم؟ وأن يكون ذلك بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان القادم إلينا بعد يومين؟
* دمشق صباح السبت 8 كانون أول 2023.

آخر الأخبار
مصفاة بانياس تدعم مهارات طلبة الهندسة الميكانيكية بجامعة إدلب الأونروا: الوضع في غزة يفوق التصور الاحتلال يستهدف خيام النازحين في خان يونس ويهدم عشرات المنازل في طولكرم اللاذقية: تحسين الخدمات في المناطق المتضررة بالتعاون مع "اليونيسيف" حذف الأصفار من العملة المحلية بين الضرورة التضخمية والتكلفة الكبيرة نقص كوادر وأجهزة في مستشفى الشيخ بدرالوطني الصحافة في سوريا الجديدة مليئة بالتحديات والفرص بقلم وزير الإعلام الدكتور حمزة مصطفى "الأشغال العامة": دورات تدريبية مجانية في قطاعي التشييد والبناء درعا.. إنجاز المرحلة الأولى من تأهيل محطة ضخ كحيل تفعيل العيادات السنية في مراكز درعا تأهيل مدرسة في بصرى الشام حول عقد استثمار الشركة الفرنسية لميناء اللاذقية.. خبير مصرفي: مؤشر جيد قربي لـ"الثورة": استثمار ميناء اللاذقية الجديد يعكس ثقة دولية وزيادة بالشفافية متجاوزاً التوقعات.. 700 ألف طن إنتاج سوريا من الحمضيات في 2025 الرئيس الشرع يلتقي بوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل درعا: مطالبات شعبية بمحاسبة المسيئين للنبي والمحافظة على السلم الأهلي "مياه دمشق وريفها".. بحث التعاون مع منظمة الرؤيا العالمية حمص.. الوقوف على احتياجات مشاريع المياه  دمشق.. تكريم ورحلة ترفيهية لكوادر مؤسسة المياه تعزيز أداء وكفاءة الشركات التابعة لوزارة الإسكان