الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
“لم يحظ إعلام الأدب المهجري السوري بالقدر الكافي من الاهتمام والدراسة والبحث، ربما يعود ذلك في جزء منه على الأقل إلى نقص المصادر التي نشروا فيها نتاجهم الأدبي والشعري، أو غيابها عن متناول اليد نظراً لوجود معظمها وراء البحار، لذلك نرى أن أغلب هؤلاء الأعلام ليس لهم دواوين أو كتب لملمت شتات قصائدهم ومقالاتهم المبعثرة في صحف المهجر ومجلاته، وقد حاولت في هذا السفر الألف بائي بعد استقصاء وتحرّ وتعقب أن أترجم لأكثر عدد من أولئك الأدباء..”
كان هذا محور ما أنجزه الدكتور حسان أحمد قمحية في كتابه “أعلام الأدب المهجري السوري” في الأمريكتين حيث تم خلال الحفل توقيع مجموعة من كتبه الذي نظمته مشروع شيبلا الثقافي في غالوري سهر حضره عدد كبير من المثقفين و المهتمين بالثقافة.
وتم بث رسالة صوتية للدكتور قمحية عرَّف عن نفسه من خلالها مسيرته وإنجازاته العلمية والأدبية وأهم ما ورد فيها: الدكتور حسان قمحية من مدينة حمص حاصل على الدكتوراة في الطب البشري، مترجم طبي في مركز تعريب العلوم الصحية التابع للجامعة العربية في دولة الكويت، كبير المحررين الطبيين في موسوعة الملك عبد الله بن عبد العزيز العربية للمحتوى الصحي منذ عام ٢٠١١ حتى تاريخه، وينظمّ الشعر منذ ٥٠ عاماً، وله أكثر من ١٥٠ قصيدة شعرية، أنجز عدداً كبيراً من الكتب الطبية ترجمة وتأليفاً، وقد بلغت ٥٠ كتاباً.
أشارت تميم – من أعضاء شيبلا – إلى اللمسة الأدبية الجلية في تقديم قمحية المعلومة العلمية، ففي كتابه الصادر عن دار الإرشاد، بعنوان “دور الوقت في الصحة والمرض” تخطفك الأساليب الفنية إلا أنه يقدم لك حلاً للمشكلة، ولقمحية تجربة مع الكتابة للأطفال بعنوان “براعم”، وتوثيق لأعمال أدباء المهجر فأدب المهجر هو الناي الذي يعزف عليه المغترب أوجاعه، وحنينه للوطن، فدفعه شغفه لجمع أعمالهم في المهجر برغم مشقة الحصول على النسخ الورقية والإلكترونية.
وأختتم الحفل بباقة من القدود الحلبية والموشحات والفيروزيات وغيرها بصوت الفنانة الشابة فيروز مع العازفين الشابين على العود والفلوتو.
“الثورة” التقت على هامش الحفل مع رئيس فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب أميمة إبراهيم فقالت: أتوجه بالشكر للدكتور حسان قمحية لما بذله من جهد خلال وجوده خارج سورية بمتابعة الحركة الأدبية للأدباء السوريين في المهجر، وإصداره العديد من الكتب.
كما أشارت لبوة قمحية – أخت الدكتور قمحية – لإصداره العديد من الكتب التي تم التوقيع عليها وتوزيعها وهي من تأليفه: كتابان لشعراء مهجريين سوريين، هما ديوان الشاعرة كاتي صدقة زريق وديوان الأديب المهجري أمين مشرق، وكتاب الذكاء الاصطناعي في الطب والصحة.
وأضاف الناقد محمد رستم: حين يتجذر عشق الوطن في النفوس يتفجر ينابيع عطاء، ويثمر أعمالاً تظل مشعل نور على مر الأزمان والدهور، وقمحية مثال للعطاء والتفاني وبذل الجهد كي يقدم لأمته العربية و وطنه سورية بعضاً من وفاء.
وقد وضع نصب عينيه متابعة الأدب العربي في بلاد الاغتراب فقدم للمكتبة العربية درة من جواهر جادت بها قرائح شعراء المهجر، متقصياً سيرة وشعر ما يزيد على ٦٠٠ شاعر سوري ولبناني في كتابه القيم “أعلام الأدب المهجرين السوري”، وما يجدر ذكره أن الدكتور حسان له العديد من الدواوين الشعرية والكثير من المؤلفات.