الثورة – رويدة سليمان:
تجرأ الغلاء على صحتنا ليهددها بارتفاع أسعار أدوية من جديد من دون مقدمات أو مبررات، تمرير من دون ترويض، ودخل الدواء في قائمة التسعير المزاجي من قبل بعض الصيادلة، وفي تعليق لأحد المعنيين والخبراء بهذا الشأن أكد لنا أن المشكلة ليست في ارتفاع الأسعار إنما تكمن في هزالة الراتب الذي لا يقوى على سد حاجيات المواطن الأساسية، ولاسيما الغذائية، وهنا لانستطيع إلا أن نوافقهم الرأي، إذ غابت عن موائدنا الكثير من الأطباق والأصناف اللازمة لصحة أجسامنا تحت عنوان “غذاؤنا دواؤنا” غادرت سلتنا الغذائية تاركة وراءها فراغاً صحياً من نقص فيتامينات وحديد وغيرها.
ومن الصعب جداً أن يلبي حاجتنا إليها دخل شهري تتوجه إليه أصابع الاتهام عند أي شكوى من غلاء فاحش، يسلبنا صحتنا ويفترس أعمارنا في لهاث روتيني للحاق به، وبواقع الأجر الحالي أصبح يوم العمل الفعلي لا يكفي لسد الرمق، ما يجبر المواطن على البحث عن مصادر دخل إضافية تعني عملياً إطالة يوم العمل إلى ١٢ ساعة أو أكثر، ولك أن تتخيل انعكاس ذلك على الفرد ذاته وأسرته والمجتمع.
في رحلة البحث عن مشكلة الغلاء لا يمكننا تبادل الاتهامات وتقاذف المسؤوليات ورمي الكرة في مرمى الراتب لأن عشرة أضعافه غير قادرة على مواجهة وتحدي غلاء استشرى وتطاول على أغلى ما نملك.. صحتنا ولابد من وضع ضوابط وتطويقه، ولا مبرر لهيمنته وتسلطه على موائدنا ولبسنا ومسكننا وصحتنا.
لابد من إجراءات حاسمة لفوضى أسعار تتحدى القرارات الوزارية والتصدي لطوفان الأسعار، وكذلك ردم الفجوة بين الأسعار والدخل، وبانتظار تلك الإجراءات.. نسأل الصحة والسلامة للجميع.